رغم تصاعد الوعى الرياضى..منظمة الصحة العالمية:81% من المراهقين يعانون نقص النشاط البدنى
تقرير/ شهد فتحى
شهدنا في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في مظهر الكثير من الأشخاص نحو اللياقة والرشاقة، ما جعل البعض يظن أن الوعي بأهمية الرياضة قد ارتفع بشكل كبير. إلا أن هذا التصور قد يكون مضللًا، فالقصص التى يشاركها الأفراد على منصات التواصل الاجتماعي التي تشجّع على مشاركة الإنجازات الفردية، تغاير الواقع ..
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من البالغين يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا في وضعية الجلوس، وهو ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة ويُكرّس نمطًا من الخمول وقلة النشاط. أما بين المراهقين، فالوضع لا يبدو أفضل؛ إذ توضح منظمة الصحة العالمية أن 81٪ منهم يعانون من نقص النشاط البدني.
أمام هذا التناقض، تبرز الحاجة إلى التركيز على إبراز فوائد الرياضة، ليس فقط من منظور صحي، بل أيضًا من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة التي تكشف كيف يمكن لتغيير بسيط في نمط الحياة أن يحدث تحولًا كبيرًا في الهيئة والثقة والصحة.
تحديد هدف واضح للوصول إليه..
تكثر قصص نجاح الأفراد فى اللياقة البدنية، سواء بالوصول للوزن الذى يحلمون به وتحسن صحتهم، أو حصولهم على درجة كبيرة من الخبرة تمكنهم من أن يكونوا رواد أعمال ومشهورين على الإنترنت، أو استعادة النساء لياقتهم البدنية بعد شهور الحمل.
بالانضباط والالتزام وتحديد هدف واضح للوصول اليه، تمكن نجم هوليوود" آرنولد شوارزنيجر" من الفوز بلقب مستر اولومبيا ٧ مرات، فسمى بسيد الكون، ويقول آرنولد: "على الرغم من أننى كنت ضئيلًا فى الحجم، فقد كنت جيد النمو"، مما يجعلنا ندرك مدى أهمية ممارسة الرياضة فى مراحل التنشئة فبسببها تمكن من العيش بشكل صحى وسليم.
أما أن يمارس الأفراد الرياضة بهدف خسارة الوزن، فهذا هو المألوف لنا بشكل أكبر، وفى هذا الجانب تكثر قصص النجاح، حتى أن بعضهم يستطيع خسارة ١٠٠ كيلوجرام من وزنه وهو ماكان مستحيلًا فى ذهنه، يقول أحد الأشخاص ممن خاضوا هذه التجربة: "قبل سنه من الآن كان وزنى ١٨٠ كيلوجرام، وشجعنى حملة إجتماعية لمكافحة السمنة ولجأت لمدرب رياضى وبرنامج غذائي خاص حتى وصلت إلى ٨٠ كيلوجرام"، عندما نسمع تجارب الأفراد نتمكن من فهم ما يمكن أن يؤديه الإصرار داخل الانسان، فيتجاوز العام والعامين وهم منهمكون فى ممارسة الرياضة والالتزام بالبرامج الصحية والغذائية ثم يستمرون للحفظ على لياقتهم
صورة نشرها يوسف سليمان على موقع
تبرز هنا قصة يوسف السليمان، الذى تمكن من الوصول لهدفه بعد رحلة طويله من الاستسلام والتراجع وعدم الاستمرارية، وكما قال يوسف "لموقع الاقتصادية" الغريب أن السبب فى هذا التحول هو رجل غريب لايعرفه ولكنه أيقظ فيه الحلم الذى لاطلاما يحلم أن يعيشه، سأله هذا الرجل لماذا لم يفكر فى خسارة وزنه، ومن هذا السؤال تحولت حياة يوسف وتخطى قلقه وعدم ثقته فى قدرته على النجاح، وأصبح كل اهتمامه هو كيف ينجح حقًا، فبداء يقراء فى كتب التغذية وتنحيف الوزن وعن السعرات الحرارية وكل الموضوعات التى تتعلق بوصوله إلى هدفه، بدأت رحلة يوسف وهو يزن ١٥٦ كيلوجرام وبعد ٤٥ يوم أصبح ١٤٤ كيلوجرام، فى هذه الأيام القليلة فقد ١٢ كيلو ففكر أن يستمر على ما يقوم به من رياضة ونظام غذائي، وبالفعل التزم يوسف إلى أن خسر ٩٠ كيلوجرام واستعاد لياقته البدنية.
والجدير بالذكر أن اللياقة البدنية ليست فقدان وزن وشكل مثالى فقط، يحكى محمد شلبى الذى عاش حياة السمنه وواجه صعوبتها ويقول في حواره مع" BBC": "بعد رحلة فقدان الوزن تأكدت أن الموضوع مش متعلق بكيلوجرمات على الميزان أو شكلى فى المراية، لكنه إحساس بالصحة النفسية والجسدية والثقة بالنفس وإن أنا صحاب الاختيار الأول فى حياتى"، هذا الكلام من واقع تجربته وحياته وفقدانه ٥١ كيلوجرام فى ٥١ أسبوع، كان الأكل هو صديقه الوحيد ولم يكن يمارس أى رياضة ولا حتى المشى فكان يعتمد على السيارة فى كل النشاطات، إلا أن جاءت اللحظة التى غيرت حياته عندما وجد نفسه لا يجد فى حياته شيء سوى الأكل أدرك أنه يعانى من السمنه المفرطة، فواجه نفسه وغير من نمط حياته واتجه إلى ممارسه الرياضة والمشى فحسن من معدل لياقته البدنية، قصة محمد تتكرر مع الكثير ممكن واجهوا التحديات وتغلبوا عليها أيضًا.
أما إذا تناولنا تأثير الرياضة من جنب أبعد، وهو قصص نجاح الأفراد وتحولهم إلى رواد أعمال فى مجال اللياقة البدنية، والجدير بالذكر أنه فى السنوات الاخيرة أزدادت ريادة الأعمال فى مجال الرياضة البدنية، بمعنى أن الأفراد يستغلون شغفهم بالرياضة واللياقة البدنية ليحولوه إلى أعمال مزدهرة سواء مدربين شخصيين أو أصحاب صالات رياضية أو مؤثرين يقدمون محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مع كثرة قصص النجاح هذه، تبرز قصة مايا نصار، والتى بدأت رحلتها فى طريق اللياقة البدنية بشكل عادى وهو خسارة الوزن، وفي حوار لها مع Arabisk london تقول أنه بمجرد تحقيق هدفها أصبحت الرياضة ادمان بالنسبه لها، وقررت أن تتعمق فى هذا المجال وتعرف عنه أكثر، بعد أن أصحبت اللياقة البدنية هى شغفها، قررت اطلاق موقع الكتروني يقدم كل المعلومات اللازمة والوصفات الصحية لفقدان الوزن وممارسة الرياضة من المنزل، وتقول مايا: "هدفي هو مساعدة اى شخص مثل نفسي القديمة التى لم تكن تعرف من أين تبداء، وغرضى الوحيد هو تغيير حياة الناس"، كما اطلقت مايا تطبيق على الهاتف باسم Start living Right لمساعدة الناس من خلال رسوم توضيحية للتمارين المتحركة وحساب السعرات الحرارية ومميزات أخرى فريدة فى التطبيق، شغفها وحبها الشديد للرياضة جعل هدفها التى تطمح الوصول اليه بعد عشر سنوات هو أن تمتلك مركز صحى كامل وصالة ألعاب رياضية ومنتجع صحى.
والبعض يتجه إلى عالم الرياضة واللياقة لكن ليس لفقدان الوزن، إنما لوجود الشغف وحب المجال ويتحول بعد ذلك إلى رائد أعمال في مجال اللياقة البدنية، وهنا يمكننا الحديث عن ميراى اسحاق مستشارة تسويق ومدربة شركات تقدم استراتيجيات تساعد العلامات التجارية على التوسع، تقول ميراى فيما نقله عنها موقع مولاتى أنه بعد بلوغها سن الثلاثين فكرت في أنه لابد من أن تحافظ على صحتها، فاستمرت فى ممارسة الرياضة إلى أن أصبحت جزء أساسى في حياتها، ميراى الآن لاعبة كمال أجسام ومستشارة معتمدة في اللياقة البدنية.
فاللياقة البدنية لم تعد مجرد رفاهية أو هدف شكلي، بل أصبحت ضرورة لحياة صحية ومتوازنة، وأداة قوية لتحقيق النجاح، قصص النجاح التي نراها ليست مجرد تحولات جسدية، بل هي دليل على أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، من قرار نابع من إرادة قوية وشغف بالتحسن، في عالم يفرض علينا الكسل والخمول، يصبح الحفاظ على لياقتنا تحديًا، لكنه تحدٍ يستحق ان نخوضه.