اللعبة بدأت: اعرف كيف تحمي نفسك من التهديدات في عالم الألعاب الالكترونية
بقلم/ منة عامر
بدأت صناعة الألعاب الإلكترونية كهواية نادرة، ثم صعدت بشكل هائل في العقد الأخير حتى أصبحت إيراداتها تتجاوز السنيما والموسيقى مجتمعتين، وواحدة من أقوى قطاعات الترفيه عالمياً، التي من المتوقع أن يبلغ حجم سوقها العالمي 300 مليار دولار في 2026.
بفضل هذا الصعود والانتشار، وسهولة الوصول إليها وتعدد منصاتها، أصبحت الصناعة هدفاً مغرياً للهاكرز والمجرمين الإلكترونيين.
لماذا الألعاب هدف مغري؟
الألعاب الإلكترونية تحتوي على الكثير من الأسباب التي تجعلها مفرية للجرائم والهجمات السيبرانية: أهمها حجم البيانات الشخصية للاعبين، ووجود عملات رقمية ومقتنيات افتراضية وغيرها. إضافةً إلى قلة وعي اللاعبين الذين غالباً ما يكونون من فئة الشباب والأطفال بهذه المخاطر، مما يجعلهم هدفاً سهلاً للاحتيال والهجمات الإلكترونية.
أبرز تهديدات الألعاب:
- هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS): يتم فيها إغراق الخوادم بالطلبات مما يؤدي إلى تعطل المنصات وتوقف الألعاب. تعرضت بعض المواقع في 2024 إلى هجمات بلغت 5 مليون طلب في الثانية لمدة 13 دقيقة.
- التصيد والاستيلاء على الحسابات (ATO): ينتحل المهاجم صفة مطور أو أحد مسئولي الدعم الفني ليكشف للمستخدمين بياناتهم الحساسة، أو عبر بوابات تسجيل دخول وهمية ورسائل بريد Discord مزيفة.
- هجمات تطبيقات الويب: تعتمد الكثير من الألعاب على واجهة برمجة التطبيقات (APIs) مما يفتح الباب أمام ثغرات أمنية مثل تنفيذ الأوامر عن بعد، السكريبتات الضارة، واستغلال المنطق البرمجي للغش في اللعبة.
تأثير الهجمات على صناعة الألعاب:
تتعدى خسائر الهجمات الجوانب التقنية لتشمل الجوانب المالية والقانونية وسمعة الشركات. تعطل الخوادم – خاصة في الألعاب التي تعتمد على المشتريات اللحظية – يؤدي إلى خسائر بملايين الدولارات للشركات.
تعاني الشركات – على مستوى السمعة – من فقدان اللاعبين الثقة فيها، مثل ما حدث لشركة CD Project Red سنة 2021 حين تعرضت لهجوم تسبب في خسارة بيانات حساسة وتأخير تطور الألعاب.
قانونياً، الفشل في حماية بيانات المستخدمين قد يعرض الشركات لغرامات قانون خصوصية المستهلك (GDPR) أو القوانين المشابهة.
كيف نحمي صناعة الألعاب؟
يجب بناء نهج وأسلوب شامل للأمن السيبراني لمواجهة هذه التهديدات:
- استخدام التشفير الكامل لحماية البيانات الحساسة
- فرض التحقق المتعدد (MFA) على المستخدمين والمطورين
- تثبيت جدران حماية لتطبيقات الويب (WAFs)
- إجراء اختبارات أمنية دورية لكشف الثغرات بسرعة
- استخدام أدوات حماية ضد هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS)
- توعية اللاعبين بعدم الضغط على الروابط المشبوهة أو مشاركة كلمة السر
- تحميل الألعاب والتحديثات من المصادر الرسمية فقط
تتقدم صناعة الألعاب بخطوات سريعة، وتزداد معها التهديدات السيبرانية. ومع تزايد هذه المخاطر، فإن تثقيف اللاعبين واتباع تدابير أمان قوية يمكن أن يحد كثيراً من هذه التهديدات، ويضمن مستقبلًا أكثر أمانًا للعبة.