حوار خاص مع رئيس اتحاد الألعاب الإلكترونية
حوار / ميار وائل ، رودينا محمد ، محمد علاء
في حوار خاص
“ رئيس اتحاد الألعاب الإلكترونية: “مصر لم تعد بعيدة عن خارطة الرياضات الإلكترونية عالميًا
شريف عبدالباقي رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية
أصبحت الألعاب الإلكترونية اليوم واحدة من أكبر الصناعات في العالم، حيث تساهم بشكل ملحوظ في الاقتصاد العالمي وتخلق فرص عمل متنوعة، في مصر، شهدت هذه الصناعة نموًا ملحوظًا مع تزايد الاهتمام بها من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية المختلفة، ومع تطور التكنولوجيا وانتشار الألعاب عبر الإنترنت، تحولت الألعاب الإلكترونية من مجرد هواية إلى رياضة إلكترونية تنافسية رسمية، حيث بدأت مصر تشارك في البطولات الدولية وتستضيف فعاليات كبرى.
في حوار خاص مع رئيس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، شريف عبدالباقي، وحديثه لموقع Esportegy، عن التحديات التي تواجه هذه الصناعة في مصر، دور القطاع الخاص في دعمها، وأهمية توفير بيئة مناسبة للشباب لتحقيق طموحاتهم في هذا المجال، إليكم نص الحوار:
كيف ترى التحول الرقمي في مجال الرياضة، خصيصاً في الألعاب الإلكترونية؟
بما أن العالم بأسره يتجه نحو الرقمنة في مختلف جوانب الحياة، فقد كان من الطبيعي أن يشمل هذا التحول المجال الرياضي أيضًا، وخصوصًا الألعاب الإلكترونية، ومع انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الألعاب مثل "بلايستيشن"، أصبح الإقبال على هذا النوع من الألعاب كبيرًا، وبدأت تُنظَّم بطولات ومسابقات بجهود مجتمعية. ومن هنا برزت الحاجة إلى وجود إطار رسمي ينظم هذه الممارسة، فكان لا بد من إنشاء اتحادات وطنية تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، خاصة في ظل وجود اتحادات إقليمية ودولية. مصر لم تكن بعيدة عن هذا الاتجاه، وقد تأسس الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية ليقوم بهذا الدور.هل تعتقد أن هناك وعيًا كافيًا بأهمية الألعاب الإلكترونية كصناعة؟
بلا شك، بدأ الوعي يتزايد تدريجيًا، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو على مستوى الأفراد، وخصوصًا الشباب، هناك مبادرات لتدريب الشباب، مثل مبادرة تدريب عشرة آلاف شاب على برمجة الألعاب، بالإضافة إلى أن العديد من الجامعات المصرية افتتحت كليات وأقسامًا متخصصة في مجالات تطوير الألعاب وهندسة البرمجيات، كما بدأت الأندية الرياضية الكبرى في مصر بتشكيل فرق إلكترونية، وعلى الصعيد العربي والأفريقي، لمصر دور محوري في الاتحادات الإقليمية، مما يعكس حجم الاهتمام الرسمي بهذه الصناعة.س: ما الدور الفعلي للاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية؟
كما هو الحال في أي اتحاد رياضي، فإن المهمة الأساسية للاتحاد تتمثل في نشر اللعبة وتنظيم ممارستها. وفي حالة الألعاب الإلكترونية، فإن الانتشار قد تحقق بالفعل، فمعظم الشباب يمارسون هذه الألعاب بشكل يومي، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تنظيم هذه الممارسة بصورة احترافية، وتحديد معايير للمنافسات، ومن ثم اكتشاف المواهب وتأهيلها للمشاركة في البطولات الرسمية، وتمثيل مصر في المحافل الإقليمية والدولية.ما أبرز التحديات التي تواجه صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر؟
التحدي الأبرز يتمثل في بناء جسر يربط بين الشباب الموهوبين في ممارسة الألعاب الإلكترونية، والشركات العالمية المتخصصة في هذه الصناعة، فعلى المستوى العالمي، تتراوح قيمة صناعة الألعاب الإلكترونية بين 230 و270 مليار دولار سنويًا. نحن في الاتحاد نعمل على رفع الوعي، وتوجيه الشباب نحو الطريق الصحيح، ومساعدتهم على التواصل مع الكيانات والشركات المعنية التي يمكن أن تفتح أمامهم أبواب الاحتراف والعمل في هذا المجال.هل هناك تعاون من قبل القطاع الخاص لدعم هذه الصناعة؟
نعم، هناك اهتمام متزايد من جانب الشركات الخاصة بمجال الألعاب الإلكترونية، لا سيما بسبب نسب المشاهدة المرتفعة التي تحققها البطولات، رغم أن الاتحاد يعتمد بشكل رئيسي على دعم وزارة الشباب والرياضة، إلا أن القطاع الخاص بدأ يلعب دورًا مهمًا، سواء من خلال رعاية البطولات، أو دعم اللاعبين. نحن كاتحاد نؤدي دورًا تنظيميًا وتنسيقيًا، ولكن المبادرات والمساهمات من القطاع الخاص باتت أكثر حضورًا وفعالية.كيف تتعاملون مع الصورة السلبية المرتبطة بالألعاب الإلكترونية في المجتمع؟
الصورة السلبية نابعة من ضعف الوعي لدى بعض فئات المجتمع، ولكن هذا لا يعني أن الأغلبية ترى الأمر بهذه النظرة، على العكس، الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر من المستخدمين، باتوا أكثر وعيًا بأهمية المجال، كما أن كثيرًا من أولياء الأمور بدأوا يتفهمون أن هذه الألعاب قد تفتح أبوابًا لمستقبل واعد، خاصة بعد رؤية أبنائهم يحققون بطولات ويحصلون على جوائز، نحن نعمل على تعزيز هذا الوعي الإيجابي من خلال حملات التوعية وتنظيم البطولات.شريف عبدالباقي رئيس االاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية
وماذا عن المخاوف الصحية المتعلقة بممارسة الألعاب الإلكترونية؟
جميع الألعاب الإلكترونية تتضمن اتفاقية استخدام واضحة، تحدد المدة الموصى بها للممارسة اليومية، المشكلة لا تكمن في الألعاب ذاتها، بل في الاستخدام غير المنضبط، فكما هو الحال مع أي شيء في الحياة، فإن الإفراط في الممارسة قد يؤدي إلى نتائج سلبية، حتى في أبسط الأمور مثل الطعام أو الدواء. لذا، إذا التزم المستخدم بالتعليمات، فلن تحدث أي أضرار صحية.هل هناك خطط لتطوير البنية التحتية في هذا المجال؟
بالتأكيد، هناك توجه حقيقي نحو تنظيم بطولات كبرى، منها استضافة البطولة العربية عام 2026، وكذلك البطولة الأفريقية التي ستُعقد ضمن فعاليات دورة الألعاب الأفريقية عام 2027 بالقاهرة،كما نعمل بالتعاون مع وزارة الشباب على تجهيز صالات مخصصة لاستضافة البطولات الدولية، وندرس في الوقت الحالي كيفية إدارتها وتشغيلها بطريقة تضمن استدامتها.ما هو دور مصر في الاتحادات الدولية والإقليمية؟
تلعب مصر دورًا قياديًا على المستوى الإقليمي والدولي. فنحن نشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العربي، بالإضافة إلى أن رئيس الاتحاد الأفريقي والأمين العام أيضًا من مصر، كما نشارك بفاعلية في برامج تدريب الحكام والمدربين، ولدينا شباب مصريون شاركوا بالفعل في بطولات عالمية، منها بطولات في كوريا الجنوبية، ما يعكس حضور مصر القوي في هذا المجال.كيف تسهم البطولات في دعم المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل؟
تنظيم البطولات لا يتم فقط من خلال الاتحاد، بل نعتمد على فرق منظمين محترفين، ومدربين، وحكام، بالإضافة إلى شركات إنتاج وتكنولوجيا، هذا يخلق فرص عمل متعددة للشباب، ويؤدي إلى حراك اقتصادي حقيقي حول البطولات، بدءًا من تنظيم الحدث، وحتى التسويق الإعلامي والرعاية، وهو ما يعزز من قيمة الألعاب الإلكترونية كمجال اقتصادي مؤثر.س: ما هي رسالتك للشباب المهتم بالألعاب الإلكترونية؟
الفرصة أصبحت متاحة للجميع، فمعظم البطولات تُنظَّم حاليًا عبر الإنترنت، ويمكن لأي شاب المشاركة وإثبات كفاءته، نحن في الاتحاد نرصد المواهب وندعمها بمجرد أن نلمس الجدية والموهبة، المجال لم يعد حكرًا على أحد، ومن يمتلك المهارة والرغبة، سيجد الدعم والتوجيه من جانبنا، سواء من خلال الاتحاد أو من خلال الفرق الراعية والشركات المتخصصة.Next
Next