الذكاء الاصطناعي يقود ثورة جديدة في صناعة الألعاب الإلكترونية
إعداد:
حبيبة وائل، حبيبة عثمان، سهيلة مصطفى
الذكاء الاصطناعي في الرياضات الإلكترونية
بدأ الذكاء الاصطناعي في فرض حضوره بقوة في مجال الرياضات الإلكترونية، حيث أصبح أحد أبرز العناصر التي تسهم في تطوير الألعاب الرقمية وتحسين تجربة اللعب. فقد أدى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصميم وإنتاج الألعاب إلى توفير بيئة أكثر تفاعلية وواقعية، جذبت ملايين اللاعبين حول العالم، وغيّرت بشكل جذري الطريقة التي تُبتكر بها الألعاب وتُستهلك.
أولى تجارب الذكاء الاصطناعي في الألعاب
شهد عام 1962 انطلاقة أول تجربة فعلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الألعاب الإلكترونية من خلال لعبة Spacewar، التي تميزت بقدرتها على التحكم بسلوك سفن الفضاء داخل بيئة لعب تفاعلية ومثيرة، مما شكل خطوة أولى في مسار تطور الألعاب الذكية.
تصميم الألعاب بالذكاء الاصطناعي
يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في تصميم الألعاب، حيث بات اللاعبون ينجذبون أكثر إلى الألعاب التي توفر بيئة لعب تفاعلية ومحفزة، من خلال شخصيات ذكية وسيناريوهات متغيرة تتكيف مع أسلوب اللعب.
من أبرز التحولات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في الألعاب، إمكانية إنشاء شخصيات افتراضية ذكية تتمتع بسمات فريدة، حيث يمكن للمستخدم تحديد مظهر الشخصية ونقاط قوتها وضعفها، بما يسهم في إضفاء طابع واقعي وتفاعلي على اللعبة.
من أبرز مزايا دمج الذكاء الاصطناعي في الألعاب، القدرة على تحليل سلوك المستخدمين واستخلاص أنماط واتجاهات اللعب، ما يساعد مطوري الألعاب على فهم التحديات التي تواجه اللاعبين، وتحسين أسلوب اللعب بما يتناسب مع احتياجاتهم؛ وأيضًا يعزز الذكاء الاصطناعي التفاعل داخل الألعاب عبر تهيئة بيئات مرنة تتجاوب مع اللاعب بشكل لحظي، من خلال إدخال عناصر مثل الردود الصوتية والتواصل مع الشخصيات الأخرى، بما يوفر تجربة غامرة وتفاعلية على عدة مستويات؛ بالإضافة إلى التعلم العميق، حيث أصبح يلعب دوراً محورياً في تطوير الألعاب، إذ يُستخدم لتحسين سلوك الشخصيات وجعلها أكثر تفاعلاً، كما يسهم في إنشاء رسوم وصور متحركة تحاكي الواقع، فضلاً عن تحليل أداء اللاعبين من أجل تطوير مستويات اللعبة بشكل مستمر.
تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب
برزت عدة تقنيات حديثة أسهمت في تطوير الألعاب الإلكترونية، من أبرزها:
- Scenario: تُستخدم في بناء أحداث اللعبة بطريقة سريعة واحترافية، وفق معايير جودة عالية.
- Ludo AI: تقوم بتحليل سلوك اللاعبين وتكييف مجريات اللعبة تبعاً لأساليبهم، لضمان تجربة لعب مخصصة.
- AI Promethean: تتيح إنشاء تصميمات ورسوم ثلاثية الأبعاد تُضفي على اللعبة أجواء بصرية غنية.
تطور الذكاء الاصطناعي في مجال الألعاب الإلكترونية
في حوار خاص مع رضوى عبد اللطيف، مديرة مركز أخبار اليوم للتدريب والاستشارات وخبيرة صحافة الذكاء الاصطناعي، تحدثت عن تطور الذكاء الاصطناعي في مجال الألعاب الإلكترونية...
تصريحات رضوى عبد اللطيف حول الذكاء الاصطناعي
أكدت عبد اللطيف أن هذا المجال كان من أوائل المجالات التي شهدت بداية ظهور وتطور الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من 25 عاماً، حيث قالت:
"الذكاء الاصطناعي أساس تطوره وظهوره بدأ في مجال الألعاب الإلكترونية أكثر من أي مجال آخر، وهذا موجود منذ أكثر من ٢٥ عاما وليس بالشيء الجديد، نحن لدينا كل المقومات لذلك من مهندسين ومبرمجين ومطورين، ويعملون بالفعل منذ سنوات لتقديم ألعاب جديدة."
قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير ألعاب تتفاعل ذاتيًا
وعن قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير ألعاب تتفاعل ذاتيًا مع سلوك اللاعبين، أوضحت عبد اللطيف:
"نعم، بكل تأكيد يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يطور ألعاب ويقدم للمستخدمين خيارات وفقا لاهتماماتهم، مثلما يحدث في تخصيص المحتوى الإعلامي والإعلاني."
تحليل الأداء والسلوك في الذكاء الاصطناعي
وأضافت عبد اللطيف أن تحليل الأداء والسلوك واحداً من أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي، ويتم ذلك عبر تتبع سلوك اللاعبين وتحليل طريقة لعبهم عدة مرات لمعرفة سلوكهم بدقة، وبعدها تبدأ عمليات التوجيه لتصحيح الأخطاء أو من أجل تحقيق نتائج أفضل عبر تقديم عدة حلول واختيار الأنسب وفقا لطبيعة كل لاعب وإمكانياته.
هل يحل الذكاء الاصطناعي محل مطوري الألعاب؟
أما عن احتمالية أن يحل الذكاء الاصطناعي مستقبلاً محل مطوري الألعاب، فقد أجابت بأن الذكاء الاصطناعي أصبح يقدم رموزًا برمجية بالفعل، وقالت:
"سوف يختفي المبرمجين بعد فترة، ولكن إذا كان هناك فكر وخيال وراء الألعاب المقدمة، فهذا لن يغير من أهمية وقيمة وجود المطور الإنسان الذي يبتكر ويبدع."
تمكين الأفراد من تطوير الألعاب دون الحاجة إلى تعلم البرمجة
وفي سياق تمكين الأفراد من تطوير الألعاب دون الحاجة إلى تعلم البرمجة، أكدت أن هناك كثير من المواقع والتطبيقات والألعاب التي تعمل بدون الحاجة إلى تعلم لغات برمجة ومبرمجين.
تجاوزات ومحاذير أخلاقية في الذكاء الاصطناعي
حذرت عبد اللطيف من التجاوزات الأخلاقية والحقوقية المصاحبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الألعاب، موضحة:
"قطعاً هناك محاذير وأخلاقيات يجب أن تُتبع عند استخدام الذكاء الاصطناعي، تتعلق بعدم استخدام صور أو فيديوهات أو تصميمات ملكاً لآخرين دون استئذان، وتقديم أيه أفكار شاذة لا تراعي القيم الإنسانية، وأيضاً أية ممارسات قد تؤدي إلى الإيذاء في العالم الواقعي. وأيضاً هناك بُعد خاص بحقوق الملكية الفكرية، ويجب وجود قوانين تحكم وتعاقب من ينتهكها."
نصائح لمطوري الألعاب الجدد
نصحت عبد اللطيف مطوري الألعاب الجدد الراغبين في دمج الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم، حيث قالت:
"النصيحة التي يمكنني تقديمها تتلخص في عدم اعتمادهم بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي، بل يجب أن يساعدهم ويكون هناك تكاملية بينهما، لأنه لا شيء يضاهي عقل الإنسان وخياله وقدرته على الإبداع. أيضاً عليهم أن يراعوا القيم والأخلاقيات عند تصميم أية ألعاب، وأن يكون لها هدف يعلم ويفيد ويطور من عقلية الآخرين، وليس اللعب من أجل تضييع الوقت فقط وتحقيق أرباح على حساب القيمة المقدمة."