منتهي الصلاحية ..رحلة الصراع من أجل النجاه

"منتهي الصلاحية "..رحلة الصراع من أجل النجاه سبق درامي يفضح  مراهنات الألعاب الالكترونية في مصر!

تقرير: نورا ممدوح

أثار مسلسل "منتهى الصلاحية"الذى تم عرضه الموسم الرمضانى جدلاً واسعاص، حيث تدور فكرة  المسلسل حول  التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية و المراهنات الرقمية على الأفراد  من خلال السرد الدرامي للأحداث ، كما سلط الضوء على إدمان الألعاب، و العزلة الاجتماعية، والأضرار المالية والنفسية الناتجة عن المراهنات الرقمية.

وهذه القضية تعكس الواقع المعاصر الذي يتعامل مع تزايد استخدام التكنولوجيا في حياتنا اليومية، ويقدم دعوة للتفكير في كيفية إدارة هذه الظواهر لتفادي تأثيراتها السلبية

و يبرز المسلسل المراهنات الرقمية التي تنتشر عبر تطبيقات الهواتف المحمولة وتُعد شكل مقنّع من أشكال القمار. و غالبًا ما يلجأ إليها من يشعرون باليأس، وخصوصًا أولئك العالقين في قاع المجتمع . وقد وجدت هذه التطبيقات منفذها إلى المجتمع المصري من خلال مباريات كرة القدم وبرامج تتيح تحويل الأموال مباشرة عبر الهواتف، مما زاد من سهولة الوصول

إليها وأسهم في انتشارها بين الفئات الأكثر هشاشة تكسبهم وهمًا بالثراء بينما تجرّهم إلى خسائر حقيقية تدمر مستقبلهم


دوامة الديون و العزلة النفسية ..السبب

المسلسل يخوض في عمق هذه الظاهرة التي اجتاحت المجتمع المصري ، ويُظهر كيف تتحول من وسيلة ترفيه إلى إدمان، ثم إلى كارثة اقتصادية ونفسية.يجسد محمد فراج شخصية "صالح"، وهو موظف بسيط ينهار تدريجيًا بسبب تورطه في المراهنات الإلكترونية. تبدأ رحلته بمحاولة للبحث عن دخل إضافي يعينه على أعباء الحياة، ليجد نفسه غارقًا في دوامة من الديون والعزلة والانهيار النفسي، وتنتهي رحلته بالسجن. بعد خروجه، يحاول النجاة من جديد، لكنه يسقط مجددًا في نفس الفخ، ليصبح نموذجًا مأساويًا لضحايا هذه المنصات الرقمية

إلى جانب "صالح"، يعرض المسلسل نماذج أخرى من ضحايا المراهنات. "شرقاوي"، لاعب كرة قدم سابق، يفقد مستقبله الرياضي بسبب إصابة خطيرة، ويجد في المراهنات مخرجًا لكنه ينجرف إلى الخسارة. أما "فتحي"، المعلم الخصوصي، فيلجأ إلى هذه المنصات للهروب من ضغط الحياة، لكنه يدفع ثمنًا باهظًا من حياته المهنية والشخصية. "منى"، شقيقة "صالح"، تقع بدورها ضحية لنصب شاب يستخدم تطبيقات احتيال مرتبطة بالمراهنات الرقمية، في إشارة إلى مدى تغلغل هذه الظاهرة في مختلف الطبقات والفئات

نوع من القمار المُقنع

يُظهر المسلسل كيف تستدرج هذه التطبيقات المستخدمين من خلال واجهات مغرية تشبه الألعاب أو مسابقات رياضية، لكنها في حقيقتها نوع من القمار المقنّع، توهم المستخدمين بإمكانية الربح السهل بينما تأخذ منهم وقتهم، ومالهم، واستقرارهم النفسي. إنه عالم افتراضي يبدو آمنًا على السطح، لكنه يخفي بداخله شبكة معقدة من الخداع والإدمان والدمار الاجتماعي

يقدّم المسلسل  رسالة تحذيرية قوية من مخاطر المراهنات الرقمية، ويؤكد أنها ليست مجرد ترف أو تسلية، بل بوابة إلى اضطرابات نفسية وتدمير علاقات أسرية وانهيار اقتصادي للفرد.كما  يطرح  تساؤلات مهمة حول غياب الرقابة، ومسؤولية الدولة والمجتمع والأسرة في التصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة التي تنمو في الظل

إشادة النقاد و الجمهور بالعمل

نال العمل إشادة نقدية بسبب الأداء الواقعي والمؤثر الذي قدمه محمد فراج، حيث نقل معاناة الشخصية بانفعالات صادقة تمس المشاهد مباشرة. كما أثني على النص الذي عالج موضوعًا حساسًا ظل مغيبًا عن الدراما رغم خطورته المتصاعدة في الواقع المصري والعربي

يتقاطع المسلسل مع واقع حقيقي يتمثل في انتشار تطبيقات المراهنات الرياضية والألعاب الإلكترونية دون رقابة فعلية، في ظل ضعف التشريعات أو صعوبة تطبيقها. عبر هذه الحبكة، يكشف "منتهي الصلاحية" عن الثغرات القانونية والاجتماعية التي تسمح لهذه الظاهرة بالنمو، ويرفع صوته بدراما صادقة تدق ناقوس الخطر في وجه هذه الموجة الرقمية غير المضبوطة.

ولهذا يمكن القول إن "منتهي الصلاحية" ليس مجرد عمل درامي رمضاني، بل هو عمل توعوي وإنساني بامتياز، يعكس أزمة صامتة تهدد مئات الأسر المصرية، ويسلط الضوء على عالم افتراضي يقامر بمستقبل الأفراد وحياتهم النفسية، داعيًا إلى وقفة جادة تجاه هذه الظاهرة المتصاعدة

:المصادر

ajnet.me

almasryalyoum.com

asharq.com

Previous
Previous

من الهواية إلى الاحتراف .. صناعة ألعاب الفيديو تفتح أبواباً وظيفية جديدة حول العالم

Next
Next

!الوجه الخفي لإدمان الأطفال لألعاب الفيديو