الألعاب الإلكترونية..سوق عالمى يقوم على المنافسة والابتكار
تقرير/ شهد فتحى
فى السنوات الأخيرة ظهر قطاع جديد تنفق عليه الدول مليارات الدولارات ويتنافسون مع بعضهم البعض بل أن هذا القطاع مصدر ربح قوى لمنتجيه سواء من الدول أو الشركات، الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد ترفيه، بل أصبحت سوق يحمل أبعادًا تنافسية من الجانب الإقتصادى؛ حيث تنفق الدول مليارات الدولارات سنويًا لتطوير هذا القطاع، فيمكن القول أن سوق الألعاب الإلكترونية يجمع بين المنافسة والابتكار.
ما الذى يجعل الدول تهتم بهذا القطاع وتنفق عليه مليارات الدولارات ؟
بحسب دراسة نشرتها مجلة "فارايتى" فى أبريل الماضى، فإن ٥٢٪ من جيل الألفية يفضلون ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل كبير وهو ما جعل الانتفاق يزيد، السبب الثانى أن صناعة الألعاب الإلكترونية ليست صناعة مستقلة بل تنبثق تحتها مجموعة واسعة من الصناعات المختلفة التى تعتمد عليها بشكل أساسى، تقوم الدول بالاستثمار ف البنية التحتية وتكنولوجيا الألعاب الإلكترونية لتلبية الطلب المتزايد على الألعاب الإلكترونية.حجم السوق العالمى.
بلغ حجم السوق العالمى للألعاب الإلكترونية فى ٢٠٢٢م ٢٣، مليار دولار بحسب تقديرات مؤسسة نيوزو "المتخصصة فى إحصاءات الألعاب"، كما حققت الصناعة نموًا كبيرًا فى عامى ٢٠٢٣م و ٢٠٢٤م، يتركز الصراع عالميًا بين دول عظمى وهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية هى الرائدة فى السوق؛ حيث حققت إيرادات بقيمة ٥٥ مليار دولار في ٢٠٢٢م وذلك من خلال ١٥٦ مليون مستخدم، على الرغم من أن عدد الاعبيين فى الصين مايساوى ثلاث أضعاب لاعبى أمريكا (٧١٤ مليون مستخدم) وعلى الرغم من أنها عاصمة العاب الفيديو، إلا أنها تأتى فى المركز الثانى بعد الولايات المتحدة الأميركية بإيرادات ٤٤ مليار دولار، المنافسة سرشة بين الدولين وكلاهما يمتلك أكبر الشركات المنتجة لألعاب الفيديو عالميًا، وهدفهم النهائي هو تحقيق الكم الأكبر من الأرباحالسوق في المنطقة العربية .
لم يمنع اكتساح الدولتين العظمتين وتربعهما على عرش الألعاب الالكترونية دول الشرق الأوسط من المحاولة وتخصيص مليارات الدولارات لهذه الصناعة، فالمنطقة العربية اليوم أصبحت لاعبًا رئيسيًا في سوق الألعاب الإلكترونية العالمى، حيث يتزايد عدد لاعبى الألعاب الالكترونية وجمهورها بسبب إرتفاع نسبة الشباب في المنطقة، وذلك وفقًا لتقرير الأبحاث السوقية وتحليل المستهلكين الصادر مؤخرًا عن شركة (Niko Partners) ، فتأتى المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى حيث تنفق ٣٨ مليار دولار في صناعة الألعاب، تقوم السعودية بعقد شراكات مع لجان أولمبية دولية؛ لاستضافة دورات ألعاب أولمبية للرياضات الإلكترونية فى الأعوام القادمة، تنافسها الإمارات -لكنها ليست فى المرتبة الثانية- حيث تبذل جهودًا كبيرة أيضًا؛ حيث خصصت مليار دولار لتطوير الألعاب الالكترونية، بما فى ذلك إنشاء جزيرة للرياضيات الإلكترونية فى أبو ظبي، تبرز أيضًا وبشكل كبير جهود المغرب، حيث تطمح لزيادة إيرادتها من الألعاب الإلكترونية لتصبح ٣ مليار دولار.المنطقة العربية (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) بها ملايين اللاعبين، ويتوقع الخبراء والمتخصصين بعد نجاح الألعاب الإلكترونية إنشاء شركات جديدة تطور من هذا المجال، مثل الشركات المصنعة لمعدات الألعاب والشركات التى تقدم خدمات لصناعة الألعاب الإلكترونية مثل التسويق وإدارة الأحداث.
سوق الألعاب الإلكترونية في مصر
وهناك دولة عربية تنفق على هذا القطاع أكثر من دولة الإمارات؛ حيث أنفقت على صناعة الألعاب الإلكترونية ١.٧١ مليار دولار عام ٢٠٢٢م، تأتى مصر بهذا الإنفاق الكبير فى المرتبة الثانية عربيًا بعد السعودية، فمصر من أكبر الأسواق الناشئة والمنافسة فى مجال الألعاب الالكترونية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وتمتلك أكبر عدد من اللاعبين فى المنطقة، حيث أن عدد اللاعبين فى مصر ٤٠ مليون لاعب كما وضح نائب رئيس الإتحاد المصرى للرياضات الإلكترونية فى حواره ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، على القناة الأولى، وأوضحت دراسة برلمانية عن الألعاب الإلكترونية واقتصاداتها: "أن عدد الاعبين في مصر يشكل أكثر من 58% من العدد الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وهو ما يعنى وجود فرص كبيرة لتسخير هذا الاهتمام الكبير من قبل الشباب والاستمرار فى تطوير هذه الصناعة مما يزيد من حجم هذه الصناعة فى مصر.اشارات احصاءات شركة "ستاتيستا" هذا العدد الكبير من الشباب يستخدمون الألعاب الإلكترونية بكل أنواعها: اصدارات منصات الألعاب والكمبيوتر وألعاب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والألعاب عبر الانترنت وشبكات الألعاب، وتشير الإحصائيات أيضًا أنه من المتوقع أن يصل عدد المستخدمين الى ٤٤.٨ مليون لاعب وأن تصل الايرادات في قطاع الألعاب الإلكترونية إلى ٨١٥.٥ مليون دولار بحلول عام ٢٠٢٧م، ما يعنى أن الدولة والشركات المنتجة والمصنعة للألعاب ستستمر في التطوير لتواكب وتصل لكل هذة الأعداد.