نشأة الباركور: رياضة فن الهروب من المواقف الصعبة

تقرير : روان محمد

تعتبر رياضة الباركور واحدة من أكثر الرياضات التي جذبت الانتباه، حيث  تجمع بين الإثارة والمتعة والنشاط الرياضي غير التقليدي، لا تحتاج هذه الرياضة إلى أدوات أو ملاعب، بل تعتمد على القدرة البدنية من قفز وتسلق وتجاوز العقبات والهروب بحركات سريعة وخفيفة، نشأت في شوارع فرنسا وتحولت إلى ظاهرة عالمية لتصبح من أكثر الرياضات شهرة وجاذبية للشباب.

نشأت رياضة الباركور في أوائل التسعينيات، حيث قام( ديفيد بيل)  بتطوير مفهومها في ضواحي باريس، وتحديدًا في منطقتي ليس وإيفري. استلهم ديفيد هذه الرياضة من تدريبات والده رايموند بيل، الذي كان يعمل كرجل إطفاء في باريس، حيث كان يتبع فلسفة “فن الحركة” لتجاوز العقبات بكفاءة ومرونة شديدة.

كان ديفيد يحب التنقل بين المباني والحواجز دون استخدام أي معدات أو أدوات،  معتمدًا فقط على قدراته البدنية والذهنية. وقد استغرقه أحيانًا التنقل بين المدينتين في جلسة تدريبية واحدة حوالي 8 ساعات .

مرت رياضة الباركور بتطور تاريخي كبير، بدءًا من نشأتها كنشاط بدني إلى حصولها على الاعتراف الرسمي كرياضة منظمة، حيث اعترفت بريطانيا في عام ٢٠١٦  بالباركور رسميا  كنوع من أنواع  الرياضة لتصبح أول دولة تنظر لهذه اللعبة كرياضة لها قواعد وقوانين محددة. بعد ذلك انضمت الباركورإلى الاتحاد الدولي للجمباز في عام ٢٠١٨ والذي يعد إنجازا كبيرًا يعكس تزايد شعبية هذه الرياضة واعتراف المجتمع الدولي بها بعد مكانت ممارسات بدنية فقط.

 

لماذا تجذب الشباب؟

تمنح رياضة الباركور الشعور بالانطلاق والحرية والتحدي، كما أنها لا تعتمد على أدوات أو أماكن محددة وملاعب مغلقة بل تتم ممارستها في الشوارع وعلى الأسطح والسلالم مما يزيد من الشعور بالحرية والاثارة. من الجانب النفسي تخطي العقبات واتقان حركات جديدة يمنح الشعور بالانجاز والثقة بالنفس  فيعزز من صورتهم الذاتية، كما أن الحركة المستمرة والقفز يساعد في التقليل من التوتر والضغط النفسي .

يجد الكثير من الشباب فيها وسيلة لكسر الروتين والقواعد الصارمة، وتمنح فرصة للتعبير عن الذات وابتكار حركاتهم الخاصة وهو مالا يتوفر في أغلب الرياضات التقليدية الأخرى.

 الباركور ليست بلا مخاطر

بالرغم من الإيجابيات التي تحققها ممارسة رياضة الباركور إلا أنها لا تخلو من المخاطر، خاصة عند ممارستها بدون تدريب أو إشراف متخصص. فالحركات التي تعتمد على القفز والجري والتسلق قد تؤدي إلى إصابات جسدية كالكسور والالتهابات والتواء الكاحل وغيرها من الإصابات، حيث الاندفاع إلى تجربة وتقليد المحترفين أو ممارسة الحركات في مكان غير آمن قد حتى يشكل خطرا على حياة اللاعب، فلا يمكن الاستهانة بأماكن التدريب مثل الأسطح المرتفعة والأماكن المزدحمة التي تزيد من نسب الخطورة.

  

مع الانتشار المتزايد للباركور في الدول العربية والعالم، تبرز الحاجة إلى دعم هذه الرياضة بتنظيمات ومؤسسات رسمية، وتوفير مدربين ومساحات آمنة للتدريب، وتشجيع المدارس على احتضانها ضمن مناهج النشاط البدني كرياضة رسمية، لما تحمله من طاقات إيجابية تنعكس على الصحة النفسية والجسدية.  

 

Previous
Previous

الرياضات الحديثة: بين الماضي والحاضر.