الرياضات الحديثة: بين الماضي والحاضر.
تقرير :روان محمد
في السنوات الأخيرة، شهدنا عودة لافتة لرياضات تبدو “حديثة”، لكن جذورها ضاربة في عمق التاريخ. من المصارعة التقليدية، إلى الفروسية، وركوب الإبل، وحتى أساليب قتالية بدائية أصبحت تُدرَّس اليوم في مراكز احترافية.
فما الذي أعاد هذه الرياضات إلى الساحة؟ وهل هي مجرد موضة عابرة أم بحث عن هوية مفقودة؟ في هذا التقرير، نغوص في عالم “الرياضات القديمة… بثوب حديث”
القوس والسهم (Archery):
القوس والسهم يعد من أقدم الرياضات التي مارسها البشر منذ آلاف السنين، حيث استخدمها الفراعنة المصريون والصينيون في الصيد والحروب. في الحضارة الفرعونية، كانت الرياضة جزءًا من تدريب الجنود، بينما في الصين القديمة كانت تُستخدم كأداة للصيد.
في العصر الحديث، دخلت الرياضة لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس 1900، وتُعد الآن واحدة من أبرز الرياضات الأولمبية، بعد أن تطورت أدواتها بشكل كبير لتشمل مواد متقدمة مثل الألياف الكربونية. اليوم، يُنظر إليها كرياضة تتطلب دقة وتركيزًا عالياً.
2. المصارعة (Wrestling):
تعتبر المصارعة من أقدم الرياضات التي مارسها الإنسان منذ العصور القديمة. كانت تُمارس في مصر القديمة، كما يُظهر النقش على جدران المعابد الفرعونية، واحتلت مكانة بارزة في الحضارات اليونانية والرومانية.
ظهرت المصارعة في الألعاب الأولمبية القديمة عام 708 قبل الميلاد، وكانت تعتبر أحد الأحداث الأساسية في المسابقات الأولمبية. اليوم، تُمارس المصارعة في العديد من الأنماط مثل المصارعة الرومانية والحرة، وتعتبر واحدة من الرياضات الأولمبية الرائدة.
3. الفروسية (Equestrian):
الفروسية كانت تعد مهارة حربية أساسية في العصور القديمة، حيث استخدمها العرب والفرس والرومان في الحروب والمعارك. كما كانت تُعتبر جزءًا من التدريب العسكري للفرسان النبلاء في أوروبا.
في الألعاب الأولمبية الحديثة عام 1900، تم إدخال الفروسية كرياضة ضمن المسابقات الأولمبية، واليوم يتم تنظيم مسابقات قفز الحواجز واستعراض الخيول، مما يجعلها رياضة تجمع بين العراقة والحداثة.
4. الرماية (Shooting):
الرماية تطورت من استخدام الأسلحة النارية في الحروب إلى رياضة تنافسية. كانت تعتبر من الرياضات العسكرية التي بدأت في أوروبا في القرن الـ19.
تم إدخال الرماية كرياضة أولمبية لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية 1896، وهي الآن تُمارس باستخدام الأسلحة الهوائية أو ليزر في بعض الأنواع، وتشمل بنادق ومسدسات متنوعة.
5. الجري ورياضات التحمل (Running):
الجري هو أحد أقدم الأنشطة الرياضية الطبيعية التي مارسها الإنسان منذ العصور الحجرية. في الألعاب الأولمبية القديمة عام 776 ق.م، كان سباق الجري هو الحدث الأول والأهم.
اليوم، يُعتبر الجري أساسًا للعديد من الرياضات مثل الماراثونات والترياثلون، بالإضافة إلى رياضات التحمل والسباقات الحديثة التي تجمع بين الجري والماء، كما في الترياثلون.
6. الخماسي الحديث (Modern Pentathlon):
تم ابتكار الخماسي الحديث في أوائل القرن العشرين بواسطة “بيير دي كوبرتان”، مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة. نشأت الرياضة بناءً على فكرة أن الجندي المثالي في العصور القديمة يجب أن يجيد خمسة مهارات رئيسية: السباحة، المبارزة، الفروسية، الجري، والرماية.
في الألعاب الأولمبية 1912، تم تضمين الخماسي الحديث لأول مرة، ليكون مزيجًا فريدًا من الرياضات التي تختبر قدرة الرياضيين على التحمل والمهارة في مجالات متعددة. مع مرور الوقت، تطور التدريب في هذه الرياضة لتشمل تقنيات وأدوات حديثة، بما في ذلك الرماية باستخدام بندقية ليزر.
يقول أحمد شوقي (البالغ من العمر ٢٣ سنة )، لاعب في رياضة القوس والسهم:
“كنت بفتكر إن القوس رياضة خيالية زي في الأفلام، بس لما جربتها اكتشفت إنها بتجمع بين التركيز، الهدوء، والثقة بالنفس. والأجمل إن لها تاريخ عربي طويل، فحسيت إني مش بلعب بس… أنا بكمل سيرة."
الرياضات الحديثة ممارسات من قديم الأزل، تتغير أهدافها وأساليب لعبها أحيانا لكن تُمثل جسرًا متينًا بين الماضي والحاضر، حيث تجمع بين تقاليد الرياضات القديمة والابتكارات التكنولوجية الحديثة.