حالة جماهير كرة القدم بين التشجيع الإيجابي والتعصب المرفوض
تقرير / روان محمد
تلعب جماهير كرة القدم دوراً كبير في دعم فرقتها داخل وخارج الملعب، حيث تُقام الكثير من الفعاليات والأنشطة الإيجابية التي تضيف أجواءً رائعة وتعزز من الروح وأداء اللاعبين، في المقابل تظهر بعض الظواهر السلبية من التعصب الشديد لفرقة أو لاعب، وهي تصرفات وممارسات تهدد روح الرياضة وقد تتسبب في عواقب خطيرة تصل أحيانا إلى هلاك شخص وموته.
يعتبرالتعصب الكروي ظاهرة اجتماعية سلبية وهو أحد أشكال التعصب المتنوعة، تتمثل في التعلق بأحد الفرق أو اللاعبين تعلقا يترتب عليه تصرفات عدائية وغير منضبطة، مع عدم القدرة على التصرف بشكل منطقي وأخلاقي مما يدفعه هذا التشدد للعنف أو إثارة الشغب، والتحيز بشكل أعمى لنصرة فريقه. ومن أمثلة ذلك أعمال الشغب والمشاجرات التي تحدث بين مشجعي الفرق، والاعتداءات التي تحدث على لجنة التحكم، وتخريب وتكسير الممتلكات العامة أو إطلاق الألعاب النارية الخطيرة.
التشجيع الإيجابي
فرضت الجماهير المغربية نفسها كواحدة من أفضل الأمثلة الرائعة في التشجيع الإيجابي للفرق، حيث توافد الآلاف في مونديال قطر ٢٠٢٢ لدعم منتخبهم والاحتفال بهم وتشجعيهم بالهتافات المحفزة.
صنف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الجمهور المغربي كخامس أكثر حضور جماهيري في مباريات المونديالن بعدما وصل عدد الحاضرين لمباراة المغرب ضد كرواتيا إلى 59407 مشجع.
اتسمت أجواء التشجيع بالحماسة والإثارة، مع ذلك كان النظام والنظافة والحفاظ على الممتلكات العامة أكثر ما لفت الانتباه إلى حضور الجمهور المغربي، وحتى اختيار الهتافات الهادفة والأخلاقية والداعمة في الخسارة قبل الفوز للاعيبهم.
لماذا التعصب؟
أكد الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية لـ" العربية.نت"، "أن الألعاب الرياضية وتحديدا كرة القدم لها تأثير كبير على الجماهير المختلفة حول العالم. وأن عدم تربية الأجيال الجديدة على ثقافة اللعب الجماعي وتُقبل فوز الآخر مشكلة تواجهها المجتمعات، حيث ينشأ الطفل على عدم تقبل الهزيمة، وبالتالي تنعدم الروح الرياضية وتتولد دوافع العنف لديه، ويتفاقم ذلك مع الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية والأنانية مما يحفز لديهم السلوك العدواني في الكثير من الحالات."
تحدث الدكتور عماد رشاد الكاتب والطبيب، اختصاصي أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي في قناته الخاصة على اليوتيوب على مفهوم التعصب بمفهومه الواسع وأختص التعصب الكروي بين جماهير الفرق كمثال، فأوضح أن الانسان مائل دائما للانتماء لجماعة وهو حق واحتياج بشري طبيعي، ولكن يخرج عن حيز القبول عندما تتحول الرغبة في الانتماء إلى الرغبة في "إقصاء الأخر" والتعامل معه بعدائية وعدوان، وأضاف أن معظم أعمال الشغب والعنف هي في أصلها غضب داخلي غير معبر عنه تم كبته ويبحث الإنسان المتعصب إلى تفريغه والتخلص منه في صورة سلوكيات عدائية ومتطرفة شديدة التعصب .
الحفاظ على روح الرياضة يبدأ من وعي الجمهور، ودور الإعلام والمؤسسات الرياضية لا يقل أهمية في التوعية بمخاطر التعصب. لا يقتصر التعصب ودعاوي التحذير منه على سلوكيات الشغب والعنف بل يشمل كل أنواع التعصب حتى اللفظي منه والشعور بالكراهيه الشديدة للفرقة الأخرى.
تظل الجماهير عنصرا أساسيا ومهما، فهو المحرك الأول للحماس والدافع الأكبر للاعبين داخل الملعب ولكن الحد المسموح به يجب ألا يُتجاوز ولتكن المدرجات أماكن تسودها الاحترام والروح الرياضية.