على رأسهم :محمد صلاح..و كريستيانو رونالدو.. وميسى.. أبطال سطعوا في سماء الكرة بعد حياة قاسية

تقرير / حبيبة وائل

تحوّلت كرة القدم على مدار العقود الماضية إلى أكثر من مجرد لعبة رياضية، فقد كانت لكثير من اللاعبين البارزين بوابة النجاة من واقع مأساوي، ومفتاحًا غيّر مجرى حياتهم بالكامل، هؤلاء النجوم الذين يتصدرون اليوم المشهد الكروي العالمي، لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، بل نشأوا في بيئات قاسية، وسط الفقر واليأس، قبل أن تمنحهم الكرة المستديرة تذكرة عبور إلى حياة مغايرة تمامًا.

محمد صلاح .. من أزقة نجريج إلى قمة المجد الكروي

ولد محمد صلاح عام 1992 في قرية نجريج بمحافظة الغربية بمصر، وسط ظروف معيشية بسيطة لعائلة متوسطة الحال. منذ صغره، لمع اسمه كلاعب موهوب في ملاعب قريته، ما دفع والده لدعمه رغم عناء السفر والتكاليف العالية.

بدأ صلاح مسيرته الاحترافية مع نادي المقاولون العرب، ثم انتقل إلى نادي بازل السويسري عام 2012، حيث لفت الأنظار بتألقه. وبعد محطات في تشيلسي، فيورنتينا، وروما، انطلق نجمه عالميًا مع ليفربول الإنجليزي منذ 2017، محققًا أرقامًا قياسية وجوائز فردية بارزة.

ساهم صلاح في تأهل منتخب مصر لكأس العالم 2018، وأصبح رمزًا للإلهام، كما لم ينس جذوره، فظل داعمًا لقريته ومجتمعه عبر أعمال الخير.

كريستيانو رونالدو.. من محاولة إجهاض إلى قمة المجد

ولد كريستيانو رونالدو في جزيرة ماديرا البرتغالية وسط ظروف اقتصادية صعبة دفعت والدته إلى التفكير في إجهاضه، إلا أن القدر كان له رأي آخر. بدأ مشواره مع نادي والده المفضل "ماريتسيو"، ثم انتقل إلى "ناسيونال"، قبل أن يلتحق بـ"سبورتينغ لشبونة" مقابل 30 ألف يورو فقط، كمقابل لتسوية ديون على ناديه السابق.

موهبته اللافتة جذبت انتباه المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون، الذي كان وقتها مدربًا لمانشستر يونايتد ، وبدأ نجمه يلمع، لاحقًا، أصبح رونالدو أيقونة ريال مدريد، وحقق معه العديد من الألقاب والجوائز الفردية، بينها الحذاء الذهبي وجائزة أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات.

ليونيل ميسي.. علاج أنقذ موهبة القرن

عانى ليونيل ميسي في طفولته من نقص في هرمون النمو، وكان العلاج مكلفًا للغاية على والده العامل وأمه المنظفة. لم يجد ناديه الأرجنتيني "روزاريو سنترال" قدرة على التكفل بعلاجه، فتبنّاه نادي برشلونة الإسباني، وتكفّل بكامل نفقاته العلاجية.

انطلقت مسيرته من هناك، ليصبح ميسي أحد أعظم من لمس الكرة في التاريخ، متربعًا على عرش النجومية العالمية وسط منافسة محتدمة مع أفضل لاعبي العالم.

أليكسيس سانشيز.. من ماسح زجاج إلى بطل قومي

نشأ أليكسيس سانشيز في أحد أحياء تشيلي الفقيرة، واضطر للعمل في مسح زجاج السيارات لتأمين ثمن حذاء رياضي، عانى من العوز الشديد، خاصة بعد أن تركه والده للعمل في مناجم الفحم، فيما كانت والدته تعمل منظفة في مدرسة.

بدأ مسيرته مع نادي "كوبوريلولا" عام 2006، وسرعان ما جذب أنظار كشافي "أودينيزي" الإيطالي، ليشق طريقه لاحقًا إلى برشلونة الإسباني، حيث تألق بجانب ميسي، قبل أن ينتقل إلى آرسنال الإنجليزي ويحقق معه المزيد من النجاحات.

قاد سانشيز منتخب بلاده للفوز ببطولة كوبا أمريكا، ليُعتبر لاحقًا أحد أبرز الشخصيات الرياضية في تشيلي.

صامويل إيتو .. بائع السمك الذي أصبح نجمًا عالميًا

وُلد صامويل إيتو في الكاميرون، إحدى أفقر دول إفريقيا، وعمل في صغره بائعًا للسمك، برزت موهبته مبكرًا، ما جعله هدفًا لكشافي الأندية الأوروبية، الذين وفّروا له فرصة للاختبار في ريال مدريد.

رغم بدايته غير المثالية مع النادي ، إلا أن انتقاله إلى برشلونة غيّر مجرى مسيرته بالكامل، هناك أصبح هدافًا بارزًا، وحقق بطولات محلية وقارية، وقاد منتخب بلاده في بطولات كأس العالم، ليصبح أحد رموز الكرة الإفريقية والعالمية، ويحصل لاحقًا على أحد أعلى الرواتب في تاريخ اللعبة.

لويس سواريز.. عامل نظافة في شوارع الأوروجواي يصبح هدافًا عالميًا

عاش لويس سواريز طفولة صعبة في ظل انفصال والديه، واضطر للعمل في تنظيف الشوارع لإعالة أسرته، انضم إلى نادي "ناسيونال" المحلي وهو في سن الرابعة عشرة، وتألق معه بتسجيل عشرة أهداف توّجته ببطولة الدوري.

انطلق بعدها إلى أوروبا، حيث لعب مع جرونينغن وأياكس الهولنديين، ثم انتقل إلى ليفربول الإنجليزي، قبل أن يصل إلى ذروة عطائه مع برشلونة، كما تألق في صفوف منتخب الأوروجواي، ليحظى بتكريم شعبي واسع في بلاده.


Previous
Previous

حالة جماهير كرة القدم بين التشجيع الإيجابي والتعصب المرفوض

Next
Next

تبيع الوهم.. أكاديميات تسرق أحلام ناشئي كرة القدم