لم تعد حكراً على الرجال:نساء يتصدرن بطولات الرياضات الإلكترونية

تقرير/سهيلة مصطفى

لم تعد الرياضات الإلكترونية مجالاً يجذب الشباب فقط، بل اقتحمت النساء هذا العالم بقوة، حتى صارت من أبرز المهتمات واللاعبات فيه. وفي الآونة الأخيرة، لمع نجم عدد من البطلات المصريات والعربيات اللاتي حصدن ألقابًا في بطولات محلية ودولية، وأثبتن جدارتهن في المنافسة. هذا التميز دفع دولًا مثل مصر والسعودية إلى اتخاذ خطوات حقيقية لدعم وتشجيع مشاركة المرأة في الرياضات الإلكترونية، باعتبارها ركيزة أساسية في مستقبل هذا المجال..

دور المرأة في الرياضات الألكترونية 

في عام 2024 ، حقق المنتخب المصري النسائي انجاز كبير بفوزة بأول بطولة أفريقية في لعبة " موبايل ليجندز" و تأهل للمشاركة في كأس العالم للألعاب الإلكترونية وضم الفريق اللاعبات أسماء رأفت، نورهان شاكر، إنجي سامي، هديل عبد الناصر، روان عبد العظيم، و الاء ايمن.

وأشارت اللاعبة أسماء رأفت في تصريحات تليفزيونية في برنامج ( صباح الورد)علي قناة 

( تن ) أن الرياضات الألكترونية موجودة منذ زمن وأنواعها تكون علي الموبايل  ، اللابتوب  ، واستخدام الواقع الأفتراضي وتتطور كل عام أكثر من العام الذي قبله

تحدثت "أسماء" عن الانجاز الذي حققوه في بطولة افريقيا وأنهم لعبوا ضد المغرب وتونس ومدغشقر وفازوا وحصلوا علي جائزة مالية بقيمة 12 ونص ألف دولار.

أضافت هديل في برنامج ( صباح الورد ) علي كلام زميلتها أسماء أنهم شاركوا أيضا باسم منتخب مصر في بطولة ال ( أي أس أف ) في  المغرب وكانوا من ضمن الأربع دول المتأهلين لهذة البطولة .

اضافت اللاعبة ( ليلي مجدي ) في لعبة ( كاونتر سترايك) أنها بدأت في هذا المجال من 10 سنوات منذ أن كانت في 16 من عمرها وحب هذا المجال ، وأن الموضوع لم يقتصر علي مجرد اللعب والترفية فقط ولكن يكون هناك تدريبات كل يوم للاعبات من 3 الي 4 ساعات يوميا و مدرب معهم مسئول عن تدريبهم ، كانت ليلي من ضمن فريق (فريق مصر النسائي ) ويعتبر من أبرز الفرق النسائية في لعبة (  كاونتر سترايك) وشارك الفريق في بطولات مثل

IESF African Esports Championship 2024

حيث تنافس مع فرق نسائية من دول أفريقية أخرى

"موضى الكنهل"..أفضل لاعبة من الاتحاد السعودى.

لم يقتصر هذا المجال في مصر فقط وانما في السعودية أيضا حيث حصلت البطلة السعودية " موضي الكنهل" على جائزة "أفضل لاعبة" من الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لعام 2023، بعد أن فازت بنفس الجائزة في عام 2022، مما يعكس تميزها المستمر في هذا القطاع.

تعتبر موضي أول لاعبة سعودية ي تُنافس على المستوى العالمي في مجال الرياضات الإلكترونية، حيث حققت المركز السابع في بطولة

VALORANT Game Changers EMEA

وتحدثت " الكنهل " في تصريحات تيلفزيونية في برنامج ( سيدتي ) أنها تحب هذا المجال منذ الصغر وتحب ان تهتم وتتطور أكثر فيه ، وأن هذا المجال له عوائد مادية كثيرة  وتحصل اللاعبات علي هذة العوائد المادية من البطولات والمسابقات التي يشاركن فيها أو لو هذة اللاعبة تحتلاف لعبة معينة  وتوفع عقد مع فريق لتلعب معه ويكون هذا العقد براتب شهري ويتطور ويتقدم كل سنه بالنسبة للنساء مقارنة بالسنوات الماضية .

 

ضعف التغطية الإعلامية..أبرز التحديات

أكدت كل من موضي الكنهل وأسماء رأفت، في تصريحات تلفزيونية، أن شغفهما بالرياضات الإلكترونية لا يتعارض مع دراستهما الأكاديمية، إذ توازنان بين التزامات الدراسة بكلية الهندسة وبين التدريب والمنافسات. كما أجمعت اللاعبتان على أن الرياضات الإلكترونية تشهد تطورًا متسارعًا عامًا بعد عام، سواء على مستوى التنظيم أو في تزايد عدد البطولات والمشاركات النسائية فيها. ولفتت أسماء رأفت إلى أن هذا المجال موجود منذ زمن، لكنه لم يحظَ سابقًا بالاهتمام أو التغطية الإعلامية الكافية.

ومن الجدير بالذكر، أن  التحديات التي تواجه النساء في هذا المجال هو ضعف التغطية الإعلامية ويشير تقرير بعنوان

Gaming & Women: Why women are underrepresented in esports

ويشير هذا التقرير الصادر عن (أووايو) ر إلى أن النساء يشكلن حوالي 47% من لاعبي الألعاب في ألمانيا، إلا أنهن لا يمثلن سوى نسبة صغيرة من اللاعبين المحترفين في الرياضات الإلكترونية. يُعزى ذلك إلى نقص التغطية الإعلامية والفرص المتاحة لهن في هذا المجال

 

  ومن التحديات االتى تمثل ظلم وعنصرية كبيرة هو  التمييز والتفرقة العنصرية  بين الرجال والنساء ويشير تقرير

The Problem with Women in Esports

الصادر عن (إنتا ديجيتال) أن العديد من اللاعبات المحترفات مثل  ( ميس ماري) في لعبة

 Rainbow Six Siege

يعانين من التمييز وسوء التقدير في الفرق المختلطة وذلك يؤدي الي أيضا نقص التغطية الاعلامية .

ومن أبرز التحديات  أيضا  هو التحرش والسلوك السام عبر الأنترنت وفقا لتقرير من

( Bryter)

أفادت 72% من اللاعبات بتعرضهن لشكل من أشكال التمييز أو الإساءة من لاعبين ذكور، مع 36% منهن يواجهن ذلك بانتظام.

 

 وفي بعض المجتمعات تواجه النساء أيضا ضغوط أجتماعية وثقافية حيث يُنظر الي مشاركة النساء في الألعاب علي أنها غير تقليدية أو غير مقبولة أجتماعيا .

 

توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية..وأرباح هائلة

صرحت اللاعبة ليلي مجدي في برنامج ( صباح الورد ) أن ممارستها لهذة الألعاب ساعدتها على تكوين صداقات جديدة والتعرف على أشخاص من خلفيات مختلفة  مشيرة إلى أن طبيعة هذا المجال كونه واسعًا وضخمًا يُسهم في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية و اضافت ن ذلك انعكس إيجابيًا على مهاراتها الاجتماعية.

 

أضافت أيضا اللاعبة " هديل " أن هذة الألعاب تكون في البداية للترفية ولكن مع مرور الوقت ستتعلمي كيفية التعامل مع البني أدمين ، وكيفية التفكير بطريقة صحيحة   ، والتركيز و أتخاذ القرارات حاسمة يا النجاح أو الخسارة في اللعبة .

ومن فائدتها أيضا كما وضحت اللاعبة " رأفت " أن الفوز في البطولات له عوائد مادية كثيرة من الممكن أن تصل الجوائز الي ملايين الدولارات حيث أشارت تقارير أن اللاعبة ساشا سكارليت هوستن حققت إنجازًا تاريخيًا بكونها أعلى النساء دخلًا في تاريخ الرياضات الإلكترونية.

 وأشارت "الكنهل " أن مع زيادة اهتمام الدولة بالرياضات الألكترونبة فبالتالي زاد عدد المشاركات ، فهي توفر فرص عمل مهنية و أقتصادية حيث لم يقتصر المجال علي اللاعبات فقط و انما هناك مدربين ، ومحللين و، معلقين ومن الممكن تحقيق دخل جيد من خلال البطولات، والعقود، والرعايات، وصناعة المحتوى .

ومن فائدتها أيضا تمكين المرأة وتعزيز التمثيل لأن مشاركة المرأة في البطولات والمسابقات تسهم في كسر الصورة النمطية وتعزيز دور النساء في هذا المجال مثل مبادرة

DUX Academy by Visa

وهي مبادرة تهدف الي دعم وتطوير المواهب النسائية في مجال الرياضات الألكترونية وتعمل هذة المبادرة علي توفير بيئة تدريبية شاملة للفتيات ابتداءً من سن 16 عامًا، تشمل التدريب الفني والاستراتيجي، بالإضافة إلى الدعم النفسي والعاطفي، مما يُسهم في تأهيلهن للمنافسة على أعلى المستويات في هذا المجال.

ومن فائدتها أيضا دعم قضايا النساء من خلال التأثير استخدمت اللاعبة السعودية "ريم الدوسري" منصات البث المباشر ليس فقط للترفيه واللعب ، بل أيضًا لدعم وتمكين النساء في مجال الألعاب. تحدثت عن التحديات التي تواجهها النساء في هذا المجال، مثل التنمر والتحامل، وشجعت النساء على متابعة شغفهن بالألعاب رغم الصعوبات. كما عملت على دعم وتدريب لاعبات أخريات، مما ساهم في نمو مجتمع اللاعبات في السعودية.

 

دعم دولى للرياضات الألكترونية

وضحت اللاعبة المصرية  " ليلي " واللاعبة السعودية  "موضي " في تصريحاتهم التيلفزيونية أن المجال يزداد اتساعًا وتقدمًا مع مرور الوقت وهذا  يعني أن المجال سيشهد تطور أكبر ونموع متسارع مع مرور الوقت  ، وتم دعوة للاعبة "ليلي " للمشاركة في مؤتمرات دولية  لمناقشة تأثير الرياضات الإلكترونية على المجتمع والمساواة بين الجنسين في هذا المجال

اضافت "موضي " أن الدولة تم اطلاق أول بطولة نسائية ضمن الدوري السعودي للرياضات الالكترونية في 19 أكتوبر 2023 حيث نظم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية بطولة خاصة بلعبة (فالورانت) للنساء ، أقيمت في مقر قمة المنافسة السعودية بالمدينة الإعلامية في الرياض وهذا دليل واضح علي أهتمام الدولة بمجال الرياضات الالكترونية وحرصها على تطويره ودعم المرأة للمشاركة .

تستثمر السعودية بشكل كبير في قطاع الألعاب الإلكترونية، مع توقعات بوصول إيرادات القطاع إلى 13.6 مليار دولار بحلول عام 2026، مما يعكس التزام الدولة بتعزيز هذا المجال وتوفير فرص متساوية للجميع ووفقا لتقرير ( صناعة الألعاب  ) كشف عن مشاركة نسائية لافتة في مشهد الألعاب، إذ تمثل النساء 20% من إجمالي لاعبي الرياضات الإلكترونية في المملكة، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي الذي لا يتعدى % 5 ، و  أعلن التقرير عن استعداد المملكة لاستضافة فعالية رياضية إلكترونية بمستوى أولمبي خلال الربع الأخير من عام 2025، ما يعكس طموحها لدمج الألعاب، الرياضات الإلكترونية، والاستثمار تحت مظلة استراتيجية متكاملة.

أما بالنسبة لمصر ، فقد شهد مجال الرياضات الإلكترونية دعمًا متزايدًا من قبل الدولة، حيث أعلن الاتحاد المصري للرياضات الإلكترونية في مايو 2024 عن تعاونه مع شركتي المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة تريد فيرز لتنظيم فعاليات رياضية إلكترونية ضمن معرض ومؤتمر

Cairo ICT     2024

هو أحد أكبر الفعاليات التقنية في المنطقة، وقد تضمن هذا الحدث إبرازًا خاصًا لمشاركة النساء في البطولات، مما وفر لهن مساحة للظهور الإعلامي والتنافسي.

كما أعلن الاتحاد المصري للرياضات الإلكترونية عن خطط لتوسيع قاعدة المشاركة النسائية في البطولات المحلية، وذلك من خلال تنظيم فعاليات تستهدف إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين الشباب، بما في ذلك النساء.

وفي عام 2023 تم إطلاق دوري الرياضات الإلكترونية للسيدات تحت إشراف الاتحاد المصري، حيث شاركت فرق من مختلف الجامعات والأندية الرياضية في المسابقات، ما يعكس الاهتمام المتزايد بدعم الرياضات النسائية.

وفي اطار دعم وزارة الشباب والرياضة، تم توفير منصات تدريبية ومنافسات خاصة للنساء في الرياضات الإلكترونية.

لم تعد الرياضات الالكترونية مقتصرة علي فئة معينة من المجتمع، بل أصبحت مجال كبير يتيح الفرص للجميع، خاصة النساء، لتحقيق ذواتهن والتنافس واللعب في هذة البيئة التنافسية ،  ومن مصر الي السعودية ، أثبتت اللاعبات العربيات قدرتهن وتفوقهن  في هذا المجال ويزداد مع مرور الوقت كلما أثبتت المرأة حضروها وتفوقها أكتر في هذا المجال أدي  ذلك الي دعم الحكومات والمؤسسات للنساء في هذا المجال وذلك لأن مستقبل النساء في هذا المجال سيكون واعد وكبير وتتكاثر فرصتهم في اثبات ذاتهم وتحقيق المزيد من الانجازات

 

Previous
Previous

رغم التطورات والإنجازات المتصاعدة..كرة القدم النسائية في مصر مازالت بعيدة عن عدسات الإعلام!

Next
Next

معايير الأزياء الرياضية النسائية