وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات :أكثر من 1000مطور و 20 شركة..مصر تمتلك إمكانيات كبيرة فى مجال الألعاب الالكترونية 

تقرير:ماجدة حازم

شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر والوطن العربي تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تشكل جزءًا أساسيًا من ثقافة الشباب ومصدرًا اقتصاديًا واعدًا. مع تزايد أعداد اللاعبين والاستثمارات في هذا المجال، يبرز التساؤل حول مستقبل هذه الصناعة في المنطقة.

استثمارات ضخمة في قطاع الألعاب الإلكترونية


تُقدر قيمة قطاع الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحوالي 5 مليارات دولار في عام 2025، مع توقعات باستمرار النمو في السنوات القادمة. هذا النمو يفتح المجال أمام فرص استثمارية وتجارية متعددة، تشمل تطوير الألعاب، تنظيم البطولات، وتقديم خدمات الدعم الفني والتدريب.
وتُعتبر مصر من أكبر الأسواق الناشئة في مجال الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفقًا لتقرير صادر في عام 2022، يبلغ عدد اللاعبين النشطين في مصر 38.3 مليون لاعب، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذا المجال.
في خطوة لتعزيز هذا النمو، أعلنت شركة BME في فبراير 2025 عن توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة الشباب والرياضة، بالإضافة إلى شركات عالمية مثل ريد بُل وRiot Games وTencent. تهدف هذه الشراكات إلى تنظيم فعاليات كبرى، أبرزها مهرجان “إنسومنيا” للألعاب الإلكترونية وبطولة" دوم السوبر”، مما يعزز مكانة مصر على خريطة الرياضات الإلكترونية العالمية.

بطولة دوم السوبر


وقد أشار المهندس زياد عبد التواب خبير المعلومات و أمن التحول الرقمي ومساعد الأمين العام فى مجلس الوزراء المصرى لنظم المعلومات و التحول الرقمى، إلي أن مصر تمتلك قاعدة كبيرة من المطورين، ومع وجود لاعبين أكثر من 15 ألف لاعب ومطور في مجال الألعاب الإلكترونية. كما أشار إلي أن مصر تصدر ألعابا إلكترونية بقيمة تقارب 170 مليون دولار، ما يعكس الإمكانيات الكبيرة لهذا القطاع

المهندس زياد عبد التواب، مساعد الأمين العام في "مجلس الوزراء المصري لنظم المعلومات والتحول الرقمي"

وفي السعودية، يوجد مشروع "نيوم" ، والذي يتضمن مركز إنشاء متخصص في صناعة الألعاب يضم استوديوهات ومرافق تطوير تقنية لتطوير استوديو ألعاب من الفئة MBC متقدمة بالتعاون مع مجموعة .AAA العالمية وفي ديسمبر 2024، أعلنت شركة القدية السعودية للاستثمار عن خطط لإنشاء منطقة متعددة الاستخدامات مخصصة للألعاب والرياضات الإلكترونية، تتضمن أربعة أماكن بسعة إجمالية تصل إلي 73,000 مقعد. ويهدف هذا المشروع إلي جعل المملكة مركزا عالميا في هذا المجال بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يستقطب ما يصب إلي 10 ملايين زائر سنويا. عن خطة لاستثمارTrue Gamers أما عن الإمارات، فقد كشفت شبكة 280 مليون دولار في جزيرة مخصصة للرياضات الإلكترونية في أبو ظبي، ضمن مشروع تطوير شامل بقيمة مليار دولار. كما أطلقت أول بطولة للهواة في الإمارات بجوائز تصل إلي 100 ألف دولار. Gosu وتستمر الشركات العالمية في التوسع، بالإمارات إذ أعلنت عن عن NIPدخولها السوق المحلي، بينما كشفت مجموعةAcademy تعاون استراتيجي مع مكتب أبوظبي للاستثمار ودائرة القافة السياحة في أبوظبي لتعزيز حضورها في المنطقة وتسريع نموها المالي.

الوظائف ومعدلات البطالة


تعد صناعة الألعاب الإلكترونية من القطاعات الاقتصادية الحديثة التي تساهم بشكل متزايد في توفير فرص العمل وتقليل معدلات البطالة في المنطقة العربية. تسهم هذه الصناعة في خلق وظائف جديدة في مجالات متنوعة مثل، تطوير الألعاب، المجتمعات إدارة التسويق، الرسوم الرقمية والمتحركة في الأردن على سبيل المثال، أطلقت الحكومة "الاستراتيجية الأردنية للألعاب والرياضات الإلكترونية" للأعوام 2023-2027. تستهدف الاستراتيجية تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية، مما يسهم في تعزيزالنمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة، وبالتالي تقليل نسب البطالة وفي المغرب، أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة عن خطة تهدف إلي توفير ما لا يقل عن 6،000 وظيفة مباشرة بحلول عام 2030 في70 مهنة متصلة بالألعاب الإلكترونية خاصة تلك المتعلقة بتحريك الرسوم. تسعي هذه المبادرة إلي تعزيز دور المغرب كمركز إقليمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، مما يساهم في تقليل البطالة وتطوير المهارات الرقمية لدي الشباب وبالنسبة إلي الإمارات، فقد أعلنت دبي عن برنامج "دبي للألعاب الإلكترونية2033" الذي يستهدف خلق 30 ألف وظيفة والمساهمة بمليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي. كما أطلقت الإمارة "تأشيرة الألعاب الإلكترونية" لدعم المبدعين و المبتكرين في القطاع ضمن جهودها للتحول إلي مركز عالمي لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية. بشكل عام، تشير المؤشرات إلي أن الاستثمار في صناعة الألعاب الإلكترونية في الوطن العربي يسهم في توفير فرص عمل جديدة وتقليل معدلات الشباب.

التحديات والمستقبل


رغم الإمكانيات الكبيرة ، تواجه صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر والوطن العربي تحديات عدة، أبرزها:
(1)البنية التحتية التقنية: تعد جودة الأنترنت من أبرز العقبات التي تواجه اللاعبين والمطورين في مصر. على سبيل المثال، شهدت البلاد في يناير 2024 انقطاعا مفاجئا في الأنترنت في عدة محافظات بسبب عطل تقني أصاب أحد أجهزة الشبكة الرئيسية، مما أثر على خدمات الأنترنت لفترة من الزمن. وفي مارس2024، تعرضت شبكة فودافون مصر لعطل فني مفاجئ أدي إلي تعطل خدمات الإنترنت، و في بعض المناطق واستمر تأثير الخدمة لملاييين المستخدمين لمدة أربع ساعات. كما أعلنت شركة اتصالات مصر في مارس 2024 عن اقطاع خدماتها في بعض المناطق نتيجة قطع كابل الفايبر بسبب أعمال إنشائية، مما أثر على جودة الخدمة. ورغم التطورات التكنولوجية السريعة واعتماد العديد من الدول على شبكات الجيل الخامس والجيل السادس مع تقديم خدمات إنترنت غير محدودة، لا تزال مصر تعتمد بشكل كبير على باقات إنترنت محدودة السعة. هذه الوضع أثار استياء العديد من المستخدمين الذين يطالبون بتوفير خدمات إنترنت غير محدودة، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الإنترنت في مجالات التعليم والعمل والترفيه. أما عن السعودية، وعلى الرغم من التقدم الملحوظ في تحسين البنية التحتية للاتصالات، لا تزال هناك تحديات في بث محتوي الرياضات الإلكترونية بجودة عالية، مما يؤثر على تجربة المشاهدين واللاعبين. ويواجه اللاعبون في عمان تحديات تتعلق بسرعة الإنترنت وتوفر المنصات المناسبة، مما يؤثر على قدرتهم على ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل احترافي.
(2) نقص الكوادر البشرية المؤهلة: تشير التقارير إلي وجود نقص في الكوادر البشرية المؤهلة في مجال تطويرالألعاب الإلكترونية في مصر. رغم وجود حوالي 500 مطور يعملون في تصميم وتطوير الألعاب الإلكترونية، إلا أن هذا العدد لا يكفي لتلبية احتياجات السوق المتنامية.
وكذلك في الأردن، يعاني القطاع من صعوبة في استقطاب كفاءات محلية متخصصة في، الصناعة وقلة الموارد البشرية، ذات الخبرة وصعوبة الحصول على بعض الأدوات اللازمة لصناعة الألعاب بسبب عدم توفرها وأسعارها امرتفعة. (3) ضعف التمويل والدعم المالي:
تعاني شركات تطوير الألعاب في مصر من ضعف التمويل والدعم المالي، مما يؤثر على قدراتها على تطوير ألأعاب تنافسية على المستوي العالمي. تواجه هذه الشركات تحديات في الحصول على التمويل اللازم لتطوير مشاريعها وتوسيع نطاق عملها. وعلي الرغم من تخصيص مبلغ يزيد على مليون دولار لدعم صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن، إلا أن الشركات تواجه تحديات اقتصادية، كالضرائب والرسوم و ارتفاع تكاليف التشغيل.
(4) غياب التشريعات والتنظيمات المناسبة: تفتقر صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر إلي إطار تشريعي وتنظيمي واضح يدعم هذه الصناعة ويحمي حقوق جميع الأطراف المعنية. يعد وضع إطار تنظيمي وتشريعي مناسب أمرا ضروريا لتطوير هذه الصناعة وضمان استدامتها. وفي السعودية، تواجه شركات بث منافسات الرياضات الإلكترونية تحديات هائلة فيما يتعلق بالمتطلبات التنظيمية والترخيصية، مما يتطلب فهما عميقا للمنظومة القانونية و إقامة شراكات قوية مع الجهات التنظيمية المعنية.
(5) ضعف الوعي المجتمعي والثقافي: يعد ضعف الوعي المجتمعي والثقافي بأهمية صناعة الألعاب الإلكترونية من التحديات التي تواجه هذه الصناعة في مصر والعالم العربي. يحتاج المجتمع إلي إدراك أهمية هذه الصناعة كقطاع اقتصادي و اعد يمكن أن يسهم في توفير فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي، وليس مجرد شئ ترفيهي أو تافه

مستقبل مشرق للألعاب الإلكترونية :


وعلى الرغم من وجود العديد من التحديات، فقد أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات والتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة في مجال الألعاب الإلكترونية مع وجود أكثر من ألف مطور و 20 شركة تعمل في هذا المجال. أشار إلي أن الوزارة تدعم هذه الصناعة من خلال تنظيم البطولات وتوفير التدريب اللازم

الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكتدنولوجيا المعلومات

وقد أشارت نسرين السويسي، المكلفة بتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة و الاتصال في المغرب، إلي أن الاستراتيجية الوطنية مكنت الشباب المغربي من البروز في هذا المجال، خاصة من خلال فعاليات مثل معرض "المغرب للألعاب الإلكترونية" ومنصة ، التي تهدف إلي دعم الفاعلين في Moroccogamingindustry.ma القطاع.

معرض المغرب للألعاب الإلكترونية


أما في الإمارات، فقد أوضحت ريما الأسطة، خلال جلسة نقاشية حول مستقبل الألعاب الإلكترونية عربيا في المنتدي الإعلامي العربي للشباب، أن هذه الألعاب تسهم في تنمية مهارات متعددة لدي الشباب مثل، التحفيز والتواصل، مما يعزز فرصهم في سوق العمل

المنتدي الإعلامي العربي للشباب


من جانبهم، أعرب عدد من اللاعبين عن تفاؤلهم بمستقبل الألعاب الإلكترونية في مصر، مؤكدين أن الفعاليات والبطولات المحلية تساهم في تطوير مهاراتهم وتوفير منصات للتنافس على المستوي الدولي.

يبدو أن مستقبل الألعاب الإلكترونية في مصر والوطن العربي يحمل إمكانيات ةاعدة، مع تتزايد الاستثمارات والاهتمام الحكومي والخاص. ومع التغلب على التحديات الحالية، يمكن للمنطقة أن تصبح لاعبا رئيسيا في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستوي العالمي

Previous
Previous

الألعاب الالكترونية: عالم بديل يخطف الأطفال من الواقع..إدمان يهدد الصحة النفسية والجسدية

Next
Next

من الترفيه إلى التهديد الصامت .. آثار صحية خطيرة للألعاب الإلكترونية