الألعاب الإلكترونية تدخل الفصول الدراسية وتُحدث تحولاً في طرق التعليم

تقرير:حبيبة وائل ،حبيبة محمد عثمان

في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، بات من الطبيعي أن تمتد تأثيراته إلى مختلف مجالات الحياة، ومنها قطاع التعليم الذي يشهد تحولات كبيرة من خلال دمج الوسائل التقنية الحديثة في العملية التعليمية. وقد برزت الألعاب الإلكترونية كإحدى أبرز أدوات التعلم الجديدة، لما توفره من بيئة محفزة وممتعة تجمع بين النظرية والتطبيق.

التعليم في عصر التكنولوجيا

ساهمت الطفرات التقنية المتلاحقة في تغيير النظرة إلى التعليم التقليدي، حيث اتجهت المؤسسات التعليمية والمعلمون وحتى أولياء الأمور والطلبة نحو تبني أساليب حديثة تجمع بين الترفيه والتعلم، وأصبحت تكنولوجيا التعليم جزءاً أساسياً من البيئة الصفية، مدفوعة برغبة عامة في جعل التعلم تجربة أكثر جذبًا وتفاعلاً.

الألعاب الإلكترونية كاستراتيجية تعليمية

تُعد الألعاب الإلكترونية من أبرز الاستراتيجيات التعليمية المعاصرة، وقد لاقت اهتمامًا واسعًا لما لها من أثر فعّال في تنمية مهارات الطلبة الحياتية، فهي تُستخدم كنشاط تربوي متكامل يدمج الأهداف التعليمية بالمحتوى الدراسي، ويمنح الطلبة تجربة تعليمية ممتعة تتماشى مع متطلبات العصر، وتعتمد هذه الألعاب على توظيف عناصر التحفيز والتشويق، مما يجعلها أداة فعالة في جذب انتباه المتعلمين، والتأثير الإيجابي على سلوكياتهم، وتعزيز رغبتهم في التعلم بشكل ذاتي وتفاعلي.

تنمية المهارات الذهنية والبدنية

تمتاز الألعاب الإلكترونية التعليمية بقدرتها على تنمية التفكير الإبداعي وتحفيز المهارات الذهنية لدى الطلبة، كما تسهم في تطوير القدرات الحركية والتوافق العضلي والعصبي، بالإضافة إلى تشجيعهم على التفكير الاستراتيجي، ووضع خطط للوصول إلى مراحل متقدمة داخل اللعبة، ما ينعكس على تطور مهاراتهم وحصولهم على خبرات جديدة.

تُعرف الأنشطة التفاعلية القائمة على الألعاب بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات، ما يجعلها مناسبة لمتطلبات الجيل الحالي من المتعلمين، كما أنها تتميز بمكوناتها المشوقة والتفاعلية التي تلائم الفروق الفردية وتفتح المجال أمام الطالب للمشاركة النشطة.

 

معايير اختيار الألعاب التعليمية

لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من استخدام الألعاب الإلكترونية في التعليم، لا بد من مراعاة مجموعة من المعايير الأساسية، أهمها:

  • أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بالأهداف التعليمية المحددة.

  • أن تُترجم هذه الأهداف إلى سلوكيات قابلة للملاحظة والقياس.

  • مراعاة الاحتياجات النفسية والفسيولوجية للطلبة.

  • التنويع في أنواع الألعاب لضمان تحفيز دافعيتهم.

  • الحرص على أن تكون الألعاب جديدة ومبتكرة وتُثير الفضول وتُشجع على الاكتشاف.

قال محمد خليف، نائب رئيس اتحاد الالعاب الالكترونية ومستشار الابتكار والتحول الرقمي ، لموقع "Esportegy"، إن الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد أدوات ترفيهية، بل تطورت لتصبح وسائط تعليمية فعّالة يمكن الاستفادة منها في غرس القيم والثقافات، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الألعاب في تقديم محتوى تعليمي يعرّف النشء بالحضارة المصرية القديمة، وآدابها وفنونها، وذلك من خلال تصميم ألعاب تفاعلية تروي قصصًا من التاريخ المصري بأسلوب ممتع وجذاب. وبهذا يتحول التعليم من نمط تقليدي ممل إلى تجربة تعليمية شيقة تُحفّز الطلاب على التفاعل والاستيعاب.

أضاف خليف أنه لا بد من الإشارة إلى أن استخدام الألعاب الإلكترونية في التعليم يتطلب وجود مناهج تعليمية مصممة خصيصًا لهذا الغرض، بالإضافة إلى توفر مهارات وخبرات معينة لتحويل هذه المناهج إلى ألعاب إلكترونية تفاعلية، وهذا الأمر يمر بعدة مراحل أساسية، تبدأ بمرحلة تأليف المحتوى التعليمي بطريقة مناسبة للألعاب، ثم تعديل هذا المحتوى ليتوافق مع طبيعة الألعاب الإلكترونية، مع مراعاة أساليب العرض والتفاعل. تلي ذلك مرحلة تصميم اللعبة نفسها، من حيث الشكل والأسلوب والآليات، بما يضمن جذب انتباه الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية.

كما أن مرحلة التجريب تُعد من أهم المراحل، حيث يتم اختبار اللعبة على عينة من الطلاب للتأكد من فاعليتها، ودرجة تفاعلهم معها، ومدى تحقيقها للفائدة التعليمية المرجوة، ومن خلال هذه المراحل المتكاملة، يمكن للألعاب الإلكترونية أن تتحول إلى أدوات تعليمية فعّالة، تمزج بين المتعة والمعرفة بأسلوب عصري.

Previous
Previous

!الوجه الخفي لإدمان الأطفال لألعاب الفيديو

Next
Next

"الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط: صناعة صاعدة بين التحديات والفرص"