أين الرياضة من وقتنا؟ ولماذا نهملها؟

تقرير / شهد فتحي


نمط حياتنا الجديد يحتم علينا ممارسة الرياضة بانتظام؛ حيث أصبح إعتمادنا الأساسي على السيارة فى كافة الأنشطة اليومية التى يمكن السير لها بدلًا من استخدام السيارة، ونسبة قليلة جدًا من الناس من توازن بين استخدام السيارة وممارسة المشى فى يومها، كما أصبح الركض وراء لقمة العيش صعبًا وزادت ساعات العمل عند الكثيرين فتخلو عن الرياضة باعتبارها غير ضرورية، واعتاد الناس على الجلوس لساعات طويلة سواء فى وسائل المواصلات أو عند العمل أو فى البيت، وزاد استخدام الشاشات والجلوس أمامها، حيث تشير احصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن نسبة المراهقين قليلى النشاط البدنى ٨١٪ بالإضافة إلى إرتفاع معدلات قلة النشاط البدنى بعد بلوغ ال٦٠. 

ما الذى جعل الناس تهمل هذا الجانب بهذا الشكل، سنتحدث أولا عن فوائد الرياضة للجسم كما توضحها منظمة الصحة العالمية؛ لنتأكد أنه لا توجد أسباب كافية وحقيقية لإهمال الرياضة.

فالرياضة على الجانب الصحى: تحسن صحة القلب والأوعية الدموية وتقلل خطورة التعرض للوفاه الناجمة عن هذه الأسباب، كما تحسن صحة العظام، وتقلل من حالات إرتفاع ضغط الدم ومن أنواع السرطان العرضية، وتقلل من خطورة الإصابة بمقدمات الارتجاع.

وعلى الجانب النفسي: فإنها تحسن الصحة النفسية والشعور بالسعادة، وتقلل من مضاعفات الولادة والاكتئاب عند الحوامل. 

كما تساعد الرياضة على خفض كمية الدهون فى الجسم وتحسين الصحة المعرفية وتحسين جودة النوم. 

على الجانب الآخر، فإن إهمال الرياضة فى يومنا يصيبنا بالكثير من الأمراض، كزيادة معدل السمنة وتدهور صحة القلب والأوعية الدموية، وضعف اللياقة البدنية وزيادة معدلات الوفاة، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، إلى ازدياد خطورة تعرض الأشخاص غير النشطين بدنيًا للوفاة بما يتراوح ٢٠٪ و ٣٠٪ مقارنة بالأشخاص النشطين بشكل كافى. 

لتجنب ذلك، لابد أن تمارس الرياضة بشكل منتظم، ولا يعنى ذلك أنه من الضرورى أن تمارسها ساعة يوميًا، فدقيقة واحدة أفضل من عدم ممارستها أبدًا، فمثلًا يمكنك ممارسة المشى السريع لمدة ٥ دقائق، أو أن تمارسها ٣٠ دقيقة فى اليوم لكن بشكل متقطع بناء على طبيعة يومك، أو حتى ممارسة تمارين المعدة والضغط ٣ دقائق وأنت فى مكتبك، المهم هو أن تمارس الرياضة وتوزان بينها وبين طبيعة يومك وعملك، ولكن بشكل عام وبالأرقام، فإنه يجب ممارسة نشاط بدنى لمدة ٣٠دقيقة يوميًا وذلك طبقًا لموقع مايو كلينك الطبى. 

نعود إلى أسباب إهمال الناس لهذا الجانب المهم فى حياتهم؟ 

أول الأسباب هو أن الرياضة والنشاط البدنى لم يعد يثير اهتمام الأفراد حتى فى أوقات الفراغ فيفضلون الجلوس أمام الشاشات، ومن الأسباب أيضًا هو عدم وجود وقت فراغ من الأساس بسبب ضيق الوقت واللامبالاة، ومن أهم الأسباب أيضًا هو وجود عوائق نفسية عند بعض الأفراد، مثل بدأهم فى ممارسة الرياضة سابقًا وعدم قدرتهم على الاستمرار أو أن ممارسة الرياضة لا تعطى نتائج فورية ولكن لابد من الاستمرار والالتزام لملاحظة التقدم، فيفضل الشخص عدم الدخول إلى هذا العالم من البداية، كما أن مشكلة الوقت من الأسباب حيث ينشغل الفرد كثيرًا بالإضافة الى أنه لايعطى الرياضة أولوية فيهملها. 

وأخيرًا، كيف يمكننا ممارسة الرياضة حتى تصبح جزء أساسى من يومنا؟

:ينصح الخبراء والممارسين ببعض الأمور وهى

١- اختر رياضة تحبها، لأن الاستمتاع بها سيحركك، بحيث يتحول الأمر من "الحاجة إلى ممارسة الرياضة" إلى "الرغبة فى ممارسة الرياضة"، وبالتالي تستطيع المواظبة عليها. 

٢- مارس الرياضة بصورة معتدلة، ٦٠ دقيقة يوميًا على الأكثر. 

٣- إبداء في ممارسة الرياضة بشكل تدريجى؛ بالتالى تصل إلى هدفك دون ضغط.

٤- خصص وقت معين للتمارين فى اليون، مثلًا يعد الاستيقاظ من النوم أو بعد العمل؛ لتتمكن من الاستمرار عليها. 

٥- شارك أحدًا فى ممارسك الرياضة؛ حتى تشجعان بعضكما. 

٦- حدد هدفًا واقعيًا يمكنك حقًا تحقيقة، حتى لو كانت أهداف صغيرة فى البداية.

٧- استفد من تطبيقات الهاتف التى يمكن أن تساعدك، مثل

Nike Training Club لمتابعة التمرين وتحديد الأهداف

٨- كن نشيطًا فى يومك، فبدلًا من استخدام المصعد استخدم السلم وبدلًا من ركوب السيارة أركب الدراجة، أو حتى مارس الرياضة فى المنزل. 

من خلال هذة النصائح تستطيع تحقيق الموازنة بين العمل والرياضة، المهم هو أن تدرك أهمية الرياضة حقًا وتستمر على مواظبتها، فالرياضة ليست رفاهية، بل ضرورة لصحة الجسد والنفس ابدأ اليوم، بخطوة بسيطة، واستمر.

Previous
Previous

وفاة أمح الدولي تثير الجدل.. اتهامات بخطأ طبي والتحقيقات جارية

Next
Next

حين تتحول اللياقة إلى عبء: كيف تصنع صور إنستغرام قلقًا من الشكل المثالي؟