من الملعب إلي الشهرة : كيف تصنع التغطية الإعلامية نجم الملاعب؟

تقرير/هلا أيمن

تلعب التغطية الإعلامية الرياضية دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وتعزيز متابعة الجماهير للأحداث الرياضية. لم تعد هذه التغطية مقتصرة على نقل المباريات، بل تطورت لتشمل تحليلات فنية متعمقة، تقارير خاصة، ومحتوى بصري متنوع من صور ومقاطع فيديو تفاعلية. هذا التنوع ساهم في التأثير على صورة اللاعبين والأندية، وقرارات التعاقدات والرعايات. وبحسب المصور الرياضي رامز وحيد، فإن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للحدث، بل أصبح جزءًا منه. التغطية الجيدة ترفع من شهرة رياضي وقد تجذب له عقود رعاية، لكن التغطية غير المهنية قد تضر بسمعته.

أنواع التغطية الإعلامية الرياضية


تشمل الوسائل التقليدية مثل الصحف الرياضية والمجلات المتخصصة، والبث التلفزيوني والإذاعي الذي يوفر تغطية مباشرة وتحليلات فورية. إلى جانب ذلك، هناك التغطية الرقمية التي تشمل المواقع الإلكترونية والمدونات المتخصصة، وهي توفر محتوى سريع التحديث وتحليلات معمقة. أما وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر، إنستجرام، تيك توك ويوتيوب، فقد أصبحت أدوات أساسية في التفاعل مع الجماهير ونقل الأخبار بشكل فوري. وقد أشار المصور الرياضي محمود مكي إلى أن هذه المنصات غيّرت مفهوم التغطية تمامًا، حيث أصبح الجمهور الآن جزءًا منها.

من بين العناصر المهمة في التغطية الإعلامية يبرز التصوير الرياضي، والذي يعد أداة محورية في توصيل مشاعر اللحظة. الصورة الجيدة لا تعبر فقط عن هدف أو احتفال، بل تلتقط مشاعر الفرق والجماهير. المصور باسم الزياتي يؤكد أن التصوير الرياضي يتطلب سرعة بديهة وقدرة على التقاط اللحظات الحاسمة رغم التحديات مثل سرعة اللعب والإضاءة المتغيرة وزوايا التصوير. وقد تتحول بعض الصور إلى رموز خالدة في ذاكرة الجمهور.

تأثير التغطية الرياضية


تلعب التغطية الرياضية دورًا مباشرًا في تشكيل سلوكهم. من ناحية، تساعد في رفع مستوى الثقافة الرياضية وفهم استراتيجيات الفرق والمدربين. ومن ناحية أخرى، فإن التغطية المنحازة أو المبالغ فيها قد تؤدي إلى نشر التعصب والكراهية. وهنا يظهر الجانب الأخلاقي، فكما أشار رامز وحيد، الإعلام قادر على صنع نجم أو تدمير سمعة لاعب، ويجب أن يكون منصفًا.
وعلى صعيد اللاعبين، فالإعلام الرياضي لا يؤثر فقط على الجماهير، بل يشكل أيضًا جزءًا من المسار المهني للاعبين. فالتغطية الإيجابية تسلط الضوء على المواهب الجديدة وتوفر فرصًا للرعاية والتسويق، بينما قد يؤدي النقد المستمر وتضخيم الأخطاء إلى ضغوط نفسية تؤثر سلبًا على أداء اللاعب وثقته بنفسه. بعض اللاعبين يفضلون تجنب الإعلام لتقليل الضغوط، فيما يستخدمه آخرون بذكاء لبناء صورتهم الاحترافية.

الأخلاقيات الإعلامية في التغطية الرياضية


يجب الالتزام بالحياد والموضوعية، وتجنب الانحياز لفرق أو لاعبين بعينهم،كعنصر أساسى للتغطية الرياضية. كما يجب الابتعاد عن تضخيم الفضائح والتركيز بدلاً من ذلك على الإنجازات الرياضية. المصور فريد قطب شدد على أن الإعلام الرياضي يجب أن يعكس الواقع بطريقة مهنية تحترم اللاعبين والجماهير، دون السعي وراء الإثارة فقط.

التطور التكنولوجي في التغطية الرياضية

فإن مستقبل التغطية الإعلامية يتجه نحو الاعتماد على أدوات مثل الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتقديم الإحصائيات، وتقنية الواقع الافتراضي التي تتيح للجماهير تجربة تفاعلية، بالإضافة إلى التصوير الجوي باستخدام الطائرات بدون طيار. ورغم هذا التقدم، يؤكد المصور رامز وحيد أن التكنولوجيا لن تستبدل دور الصحفيين والمصورين بل ستمنحهم أدوات تعزز من جودة التغطية.
هناك حاجة ملحة لتطوير الإعلام الرياضي ليكون أكثر مهنية وحيادية، وللحفاظ على التوازن بين الإثارة والموضوعية. كما أن التصوير الرياضي يظل ركيزة مهمة في توثيق اللحظات المؤثرة ونقل المشاعر للجماهير. ووفقًا لـ محمود عبد التواب، الإعلامى الرياضي الناجح هو الذي يجمع بين المصداقية والجاذبية.
Previous
Previous

من المحلية للعالمية

Next
Next

نجم ساقط،وملعب ينتظر :صراع النجوم مع شبح الاصابة